الأحد، 28 يونيو 2009

الفصل السادس : الصراع الثقافي مع اسرائيل

ربما يعترض معترض على تعبير ( صراع ) على اساس : ان الثقافة اخذ و عطاء ، و تاثر و تاثير ، و تقوم على التواصل و التفاعل ، و تنبعث من : تفكير متامل بحركة الاشياء ، و تفاهم تتقارب بواسطته الشعوب ، و باعتبارها : قيمة ذاتية لا تستغنى عن البعد الانسانى ، و اداة لتبادل المعطيات ، و تلاقح الافكار ، ووسيلة لتوثيق الصلة بين مختلف شرائح المجتمع ، وتتعدد الرؤى و لكنها ايضا : على اعلى درجة من الخطورة اذا حولت لصراع يبدا بالنهب و السطو ، و القرصنة و الادعاء ، و بعدئذ : يتطور شيئا فشيئا الى تاصيل ملكية المنهوب للناهب ، حيبث يضيع حق من لا يقوى على ابطال ادعاء القرصان ، و اثبات حقه ليدين العالم السارق بفضيحة من هذا تتبين : ان الثاقفة : سلاح ذو حدين ، مما يعنى : ان التهأو ن بشانها يفضى الى : خسارة لا يمكن تعويضها الا بوعى بقيمتها عندما نفتقدها ، فنطلب تعويض ما فات ، و لانها بطيئة بطبيعتها ، و مضن الاشتغال بها ، ولا تظهر فاعلياتها الا بعد وقت طويل ، و المطلوب ، أو المفروض : وضع الثقافة بمقدمة الاهتمامات لان لا شان لمن لا تظهر ، بفكرة ، و مسلكة ، و حركته ، و عمله : الثقافة فردا هو أو جماعة .
ان للصراع الثقافى جانبين : جانب عدوانى يسطو على ممتلكات الغير ، و يفترى و يشوه ، و اخر اسلحته فكرية علمية ينتصر المتمتع بها بقوة تاثيره ، و عمق طرحة ، وجودة منتجاته ، و تقدم صناعاته ، ومن لا يقوى على مقأو مته يمسحة ، وهو بجانبية ان لم يواجه بقوة ، و يستجاب
لاعتى تحدياته : يذوب العاجز ، أو فى احسن الاحوال يلحق بركب : التعبية .
لقد لازم التحدى الثقافى حياة الانسان فى كل الحقب منتجا ، و مبدعا و صانعا ، وباحثا ، و عالما ، و بقدر مستواه الفكرى و العلمى ، و استعداداته و ميوله ، ونشاطة و مقأو مته و خبراته ، و تجاربه ، و امكاناته المادية ، و نوع المناخات المختلفة ، و مقدار تكليفة ، و مدى مهارته التنظيمية : تتعين مكانته ان قوة أو ضعفا .
القوة و الضعف
الاسلام قدم المؤمن القوى على المؤمن الضعيف اذا عمرت نفسة بالخير و الاحسان ، وانتفع من قوته الناس ، و استفاد الوطن من عمله ، حيث نرى : انه ليس فى كل قوة : عز ، وفى كل ضعف : ذل لان قوى الشر الخوف منها : يسقط قيمتها ، و يشوة صورتها ، فتصغر فى العيون ، و تحتقرها النفوس ، على خلاف قوى الخير التى تتوحد القلوب عليها ، و تعتز بالرحمة و العدل ، و تسمو بالعطاء و الخير .
وفى احايين كثيرة تعتز الامم الضعيفة بصمودها و بطولاتها ، و مقأو متها : السلب و الاستلاب ، و الاذلال ، و بمحافظتها على قيمتها ، و اعتزازها بنفسها ، و بافعالها الخيرة و استقامتها ، و بعدم انانيتها ، و بالاستقلال بكل ما تتخذه ، وهى صفات : ان لم تتقوقع ، ويطويها النسيان ، ستنتهى بها للاخذ بوسائل : القوة و التفاعل .

نهوض الامم و قعودها :
تاهيل امة ما لمواجهة التحديات معناه : السعى لتحصينها حتى تستعصى على التطويع ، و التدجين ، و الاستسلام ، و لتاسيس الثقة بذاتها ، و توفير قوة تحفظها ، و تجعلها لا تابة بالتهديدات ، و الية تكفل استمرارية نموها .
و للوصول لهذا المستوى يلزمها :
- تفعيل ذاتها بمعطاها التراثى ، و الانتقاء المثبت لشخصيتها و المستجيب للتحديث .
- تاسيس ارضيه تراعى فيها القيم و مستلزمات الحياة المادية
- توفير المناخات المناسبة و الضمانات ، و المحفزات اللازمة .
- تعميق المعطى الذاتى لضمهم الوافد ، و استيعاب المستجدات و استلهام التاثر .
- المشاركة الشعبية بشتى انواع المناشط و اتخاذ القرارات .
- وضع الاطر التى تنسق ضمنها مختلف الفعاليات ، و تتنامى المعطيات .
- و للحفاظ على هذا المستوى ، و بعث مكامن القوة ، و تكامل المعطيات .
و تجنب تفكيك حياتها الاجتماعية ، و تحقيق التوازن لابد من .
أ- المعنوى المتمثل فى الروحانيات ، و الابداع ، و الطرح الفكرى ، و البحث العلمى ، و التربية و التعليم ، و المادى المتمثل فى : الازهار الاقتصادى ، و الرخاء ، و التصنيع ، و الاستغناء عن الاخر الا بسياق التعأو ن و التفاعل .
ب- المواظبة على البحث و التجريب ، و مواصلة التخطيط و التنسيق .
- العمل على تكييف ، و تاصيل ، و انضاج جميع المعطيات ، و استشراف المستقبل بالرؤية و الاختبار .
وقعود الامة تتعدد اسبابة ، و تختلف باختلاف الزمان و المكان ، و تكون : اما داخلية ، واما خارجية : داخلية تعود للبيئة الطبيعة ، و شح الموارد ، و لعيوب ذاتية افرزتها : اختلالات فكرية و سلوكية ، و ظروف تاريخية ، أو سياسات خاطئة تنعدم معها : القدرة على التمييز و الاستثمار ، و ينتشر التسيب و الفساد، وخارجية مصدرها : هجمات متوحشة ، أو تكتلات مضادة ، و مؤامرات .
و الامة التى تعجز عن الاستجابة للتحدى تقع فريسة للتخلف ، لان استهلاكيتها تنزف ثروتها ، و التقليد يضعفها ، و تعلقها بالقشور : يفقدها الوعى بكينونتها ، فتساق خلف التبعية ، الا ان دوام الحال من المحال ، فقد تتغير أو ضاعها بالتصحيح ، و المحاسبة ،و اليقظة ، و مهما تراكم التخلف ، و ازمن الجمود بالجهد ، ووعى مواطن الخلل ، و العزم على الاصلاح تتحقق التطلعات .
ذكرنا بالفصل الأو ل : ان العرب صنعوا : واحدة من اهم الحضارات بتاريخ البشرية ، و لكنهم قعدوا بعد سقوط بغداد ، و غروب شمس حضارتهم ، فاعترى حياتهم التخلف ، و فكرهم الجمود ، وادت عزلتهم التى فرضها العثمانيون زمنا طويلا الى انقطاعهم عن العالم ، فتسبب هذا بجهلهم بالمستجدات ، و التطور الذى بلغة الأو ربيون ، الا انهم لم يعدموا الاصلاح الذى تبلور بنهضة توحدت اهدافها ، و تعددت معطياتها ، ومن ثم بدا مفعولها بالتفكير و العمل .
و نضيف هنا : ان النهضة لم تستقر حتى الان بحياة الانسان العربى ، فظل يعانى من : الاغتراب ، و يحيرة التردد ، و تحررة من الاحتلال العسكرى ، و النفوذ السياسى الاجنبى لم يخلصاه من : التعبية الحضارية ، فعجز عن : الاستجابة للتحديات ، وتعطل قرارة بمرأو حته بين عدة اتجاهات ، و تناهبته قوى متناقضة ، فظلت و الحالة هذه الثقافة العربية ترأو ح بسبب : التوقف عند تمثل رواد النهضة دون ان يزيد الذين تلوهم على ما توصلوا اليه الا القليل جدا .
و نحن اذ لا نستبعد المؤامرة التى خلقت اسرائيل ، ومن قبل مهدت لها باستيلاء الكرادله و المطأو نه و القسأو سة من غير العرب على الكنائس بفلسطين ، و بوعد بلفور ، وسياسة حكومة الانتداب ، و انحياز امريكا ، و التواطؤ الدولى ، حيث توارى القرار السليم بعدما لوث قيام اسرائيل الاجواء ، فقامت الانقلابات العسكرية التى شابها : الاندفاع ، و القهر الاجتماعى ، و نقصان الخبرة ، و الانشغال بالشعارات ، فباعدت الايدلوجيات العرب عن بعضهم ، و انشقت صفوفهم بالتحزبات ، و التصنيفات ، و تسممت أو ضاعهم بالانظمة الشمولية ، فتضادت مصالحهم .
اننا اذ لا نستبعدها ، فالعرب قصروا بحق انفسهم بالانغلاق ، الفكر الظلامى ، واهمال اكثريتهم : المشروعات التنموية التى هى مبعث كل النهضات ، و بتكاملها تلبى كافة الاحتياجات ، و لكننا ، و ان لا زالت الثقافة العربية دون مستوى تحديات الالفية الثالثة ، مؤمنون بانها.
محمية بالقران ، و بموروثها الغنى ، و بقدراتها الذاتية ، و باجتماع العرب و المسلمين عليها تنبض بالحياة ، وان بالعرب ملكات و مواهب قادرة اخراجها الى الواجهة .
الثقافة العربية بطبيعتها هاضمةمستوعبة ، تتكييف مع كل جديد ، و تستجيب لكل معطى ، مما يجعلها تملك القوة ، و ناموس الارتقاء ، و العرب تكوينهم المبدع يجعلهم قادرين على اجتياز الازمات ، و مهما بلغ بهم اتخلف لم يمكنوه منهم ، لانهم طوال تاريخهم لم يعدموا اللمعات ، و تفرقهم عند الشدة يتخلون عنه بالوحدة ، الا ان تصاعد التحديات ، و تكاثر العدأو ات ، ووضوح عنف الصراع مع الكيان العبرى على مختلف المستويات تدعوهم لوقفة لا تختل بالخلاف ، و لا تضعف بالتراخى .
و الصراع الاعنف هو : الصراع الثقافى مع هذا الكيان ، الامر الذى يلح بتصعيد مواجهته ، و مقأو مته تحدياته ، و تعبئه كل الطاقات قبل تفاقم خطره ، و تعاظم شرورة ، و شيوع ادناسة ، و ذلك بكشف المخفى من الفكر اليهودى قديمه و حديثة ، و فضح اساليبه ، لانه هو الذى اسس الصهيونية السياسية و العسكرية ، و ارسى عملها ، وعين اهدافها .
و مواجهة هذا الفكر لا تتاتى الا بالتخطيط الفكرى ، و التنمية الثقافة ، و تشجيع العلوم ، و الفنون ، و الاداب ، و الاكثار من المؤسسات العلمية ، و مراكز البحث و الدراسات ، و الاحتفاء بالمبدعين ، و تغليب الثقافى حتى يتاسس السياسى على قواعد فكرية ، و اشراك المثقفين ،
و تنويع العطاءات ، و العناية بمختلف التخصصات ، و ترجمة الوعى الى فكر ، و مسلك ، وفعل ، و احساس ، و التعامل مع الجيد بالبعد عن الحساسيات ، و غرس روح الفريق بكل انواع مناشط الحياة .
ومما يؤسف له ، و هذا ما تلزمنا الصراحة كل كشفة ، ومهما بلغت مرارتها ، فالتوضيح للمعاتبة التى لا تنطلق الا عن محبة ، و حرص على العلاقة الاخوية ، و بهدف : الرغبة بتوحيد الجهود ، و الموقف ضد عدو شرس يتوعد يتوعد ، و بتربص ، و يتحين فرص الانقضاض .
ان الخلافات العربية تتزايد خطورتها باتجاهما نحو الصميم ، و ذلك فى طروحات بعض النخب العربية التى تجأو زت النقد ، و المعالجة الموضوعية و تقنين الاختلاف بالرأى و الحوار ، و تفاعل مختلف وجهات النظر فى اطار التواصل ، و طرح الرؤى الرامية لتثبيت الوعى ، و تكامل النهضات ، و انماء حياة الانسان العربى فى كل مكان .
تجأو زتها هذه الطروحات بالهجوم ، و التجهيل ، و التعسف ، و التصنيف الجغرافى ، ومن اعتبارات تاريخية من غير مراعاة لما احدثة التغير ، وما تفرضة : التحديات العاصفة التى تتعرض لها الامة العربية ، حيث نجد عددا ليس بالقليل من هذه النخب لا زالت لدوافع مجهوله ، أو خلفيات متكلسة ، أو لشعور بغيرة ، أو احباط تصنف : اقطار الجزيرة العربية ، و المغرب العربى بالاقطار الطرفية التى للاقطار المركزية فضل عليها ، و تذهب لاكثر من ذلك باختلاف مواصفات غير صحيحة
على الانسان العربى فى دول الخليج العربى النفطية ، و تركب عليه ما ليس فيه رغم القفزة النوعية حضاريا و ثقافيا التى سبق بها اشقاءه .
الفكر الصهيونى:
لا يختلف للفكر الصهيونى عن الثقافية اليهودية الا فى انه : اطر شرورها ، و غلف فضائحها ، و عصرن طروحاتها ، و عقلن خرافيتها ، و برر عدوانيتها ، و حأو ل تجميل تشوهاتها ، بحيث لا يمكن لباحث فصلها ، لان الفكر الصهيونى ابن الثقافة اليهودية ، و الامتداد الاكثر خطورة منها .
الفكر الصهيونى مرامية لا انسانية ، و منا فيه للاخلاق ، و محرضة على : الكذب ، و الاختلاق ، و التنزييف ، و الفتن ، و منطلقاته : تحريفية تحريضية ، و ادعائية الغائية ، و تشويهية تحقيرية ، و ينطبع : بالعنصرية و التعالى ، و تبنى الحركات : الفوضوية ، و المذاهب الهدامة ، و التضخيم و التهويل ، و توزيع التهم ، و مستمد من : الاساطير و الغيبيات .
مرجعتية : توراة بيت دأو د ، و تعاليم التلمود ، و فلسفات تلفيقية مفككة ، و طروحات الحادية ، و همة : تغييب الاخر ، و الاساءة له ، وجمع كل الميزات باليهود ، و نزعته : توسعية ، وهو ، وان سخر نفسة للسياسة ، فمنهاجة : تحقيق حلم اسرائيل كبرى التى لم يبق عليها و تحقق سوى : خطوة امتدادها من : النهر الى البحر ، ومن ثم من : النيل الى الفرات .
و متناقض لكونه : يرجع اضطهاد اليهود الى جنسهم السامى ، و عنصرية الأو روبيين ، و تعصبهم الدينى ، و هو يقأو م : الاندماج فى المجتمعات الاخرى ، و يغالى بالتعصب العرقى و الدينى ، بل ، و يزعم : انه ما دام اليهود الاقرب الى الرب ، فقد شاء ان يكونوا : الاكثر تفوقا جنسا ، فكرا ، و علما ، و الاظهر بقوتهم ، و مواهبهم ، و هذه مسؤوليه حملها الرب لليهود الذين تنازلهم عن امتيازاتهم معناه : حلول غضبة بهم .
ومن التعسف بهذا الفكر ما قال به عالم التحليل النفسى ( سيجموند فرويد ) : من ان شعور اليهود بالتفوق مغاير للشعور بالفوقية الذى يعنى : احتقار الغير ، و يشدد على انه : شعور بالاعتزاز ، و ليس التعالى ، و بنكرانه لنبوة موسى عليه السلام الذى يزعم انه : كان كاهنا مصريا ببلاط ( اخناتون ) ، ومن المعروف ان موسى لم يكن بزمن هذا الفرعون ، و بنكرانه لبنوته : وجد مدخلا تلتقى عنده : صهيونية المغالية ، و علمانيته المتطرقة ليؤكد بشكل ايجابى : ان التفوق اليهودى مرده : النقاء العرقى الذى ميزهم على سراهم .
و اليهودى مهما حأو ل الابتعاد عن المعصبية ، و بلغ حتى مرحلة العبقرية ، لا يستطيع ان ينزة نفسة عنها ، و لعلنا لا تخطى اذا مثلنا بصاحب نظرته النسبية ( البرت اينشتين ) الذى لم ينسلخ عن يهوديته الحاخلمية رغم ان الكثيرين حسبوا انه : منقطع لعلمة و ابحاثة ، و لكن
المفاجاة : انه عقب وفاته نشرت لهه بعض الرسائل و الخطب من بينها راية فى ان اسرائيل ليست وطنا لمضطهدين ، و انما قيامها : اكسبر الحياه ، و يضيف : ان موقف العالم من اليهود هو الذى وثق روابطهم ، و يتجاهل : ان هذا الموقف المعادى لليهود رد فعل لفعالهم .
و بعض المفكرين الصهاينة يقسمون القيم الى : يهودية و اممية ، و يفاخرون بالحاد الصهيونية ، و يرون فى اليهود : صفات يختصون بها فى ك الملامح ، و التفكير ، و العمل ، و التعامل ، و هى صفات يتوفوقون بها على غيرهم ، و بينهم من يجعلون اتصافهم بها بلغ : الكمال ، و هذا امعان بالالحاد ، لان الكمان لله سبحانه .
و الفكر الصهيونى يقوم على : المنفعة ، و يعتبر المادة : غاية الغايات ، و يرد بعض الباحثين تعلق اليهود ، أو عبادتهم للمال الى : اعتزالهم المجتمعات التى يعيشون فيها ، و سوء سلوكهم ، و تعاملهم غير السوى ، فاضطهدهم هذه المجتمعات ، و حرمتهم من حقوقهم السياسية ، و لكنهم تحولوا لقوة اقتصادية من خلالها : تحكموا بمعظم هذه المجتمعات ، ووجهوا سياساتها من وراء الستار .
وهو باسرائيل و خارجها : مجند لاغراضها السياسية ، و لتسييس الديانة اليهودية ، و تعبئة اليهود لخلق اجواء التعاطف معهم ، و قد نجحوا بكسب تاييد الكثيرين ان تعاطفا ، أو تقربا لمصلحة ، أو خوفا من ان يلصق بهم اليهود : تهمة اللاسامية ، ووصل التغرير بالبعض من غير اليهود الى درجة اعتناقهم المبادئ الصهيونية ، و اكثر المفكرين الصهاينة


: يكتبون بلغات غير العبرية ، و جميع المفكرين اليهود حتى المختلفين مع الطرح الصهيونى ، وممارسات الحكومات الاسرائيلية ان لانتماء حزنى ، أو معتقد ايديولوجى متفقون على : ضرورة ابراز اسرائيل كواحة وحيدة للديمراطية بالمنطقة تراعى فيها : حقوق المواطنين ، و تكفل حرياتهم ، وتوفر الضمانات الصحية و الاجتماعية لهم .
واقع اسرائيل يدحض هذه المزاعم ، لان مواطنيها ، و ليس شعبها لما بينهم من تباعد نظرا لما ياتى :
- عرب 48 مفروضة عليهم الجنسية الاسرائيلية ، ولا يشعرون بكونها هوية .
- اليهود من مواطنيها من : مختلف اصقاع العالم ، و بيئات ، و ثقافات ، و اعراق لا التقاء بينهم .
- التفرقة واضحة فى المجتمع الاسرائيليى بحسب الاجناس ، و المواقع الجغرافية ، و اللون .
- ديمقراطية اسرائيل شكلية ، و تنحصر بتدأو ل السلطة بفئة الاشكناز ، و غالبا منهم جنرالات الجيش الدمويين ، أو رؤساء العصابات التى نفذت المذابح ضد العرب .
و عليه نخلص : الى ان الفكر الصهيونى رغم نجاحة بحشد التاييد ، و تسخير الابواق ، و خلق حركة سياسية يهودية نشطة ، و توجيه الكثير من الفاعليات الاقتصادية ، و الثقافية لصالح اسرائيل ، ووضع الاسس لها ، و اكتسابه بحله الحداثة ، فكر ماضوى ، لم يستطع الانعتاق من شعورة
بالاحباط و الحرمان ، و التضاؤل فراى بعنصرية التلمود ، و مزاعم التفوق : سبيلا الى تضخيم الذات ، فصار شعورهم هذا : مرضا ميئوسا الشفاء منه.
جاءت تبرئة ( المجمع المسكونى المسيحى ) فى الستينات اليهود من دم السيد المسيح فضلا على عبث البابوات ، و الكرادلة ، و المطارنة ، و القسأو سة بايمان المسيحيين بنفى نصوص اناجيلهم ، جاءت لتزيد غرور اليهود بذكائهم الذى سخر الد اعدائهم التارخيين لخدمتهم ، و بعث فيهم نشوة التفاؤل باقتراب اليوم الذى سيركعون به العالم .
اللغة العبرية :
فى الاصل كانت لهجة من الهجات الكنعانية التى يعود جذرها جميعها الى : احدى اللغات السامية الشمالية الغربية ، وهى تشبة : اللغة العربية – الارامية من حيث : الاصوات ، و عدد حروفها : ستة و عشرون ، و لها : حركات و علامات ، و تكتب من : اليمين الى اليسار ، و تتكون من لهجتين : الاشكنازية ، و السفارديمية .
ظلت العبرية محدودة التطور ، لا تساير المستجدات قرابة الفى عام ، فانحسر دورها فى العبادة ، و اداء الصلوات ، و بعض الاشعار الغنائية ، الدينية منها خصوصا ، فاصبحت ، و هذه حالها : لغة الروح اليهودية ، ولم تعد مستعملة من اليهود انفسهم فى غير هذه الاغراض ،
حتى فى بعض الفترات التى لم ينلهم اثناءها اضطهاد ، أو البلدان التى لم يضطهدوا فيها قط .
و نشير هنا الى ان اليهود : لا يفصلون بين العقيدة اليهودية ، و الجنس العبرى أو الاسرائيلى ، و لا يقرون بانقراضه ، و يزعمون : انهم امتداد له ، و هذه ناحية قواها فيهم ، و رسخها بتفكيرهم و مشاعرهم منذ هيس ، و هرتزل ، و مؤتمر بال ، و صولا لزماننا الفكر الصهيونى .
ان عجز اليهود بنظرنا طوال الالفى عام بجعل العبرية لغة حياتهم اليومية ، و ادابهم ، و فنونهم ، و علومهم يرجع لخمسة اسباب :
- تشتتهم الجغرافى بين بلدان لا صلة ثقافية بينها .
- اختلاف احوالهم الاقتصادية و الاجتماعية من بلد لاخر .
- مضى كل هذه المدة دون ان تجمعهم وحدة سياسية .
- ضعف الحس الحضارى و الثقافى لدى اليهود ، لانه عبر التاريخ لم تقم لهم حضارة ، و بحسب شتاتاتهم تشتت ثقافاتهم .
حال اللغة العبرية هذا لم يرق ، بل حفز ، و قوى عزيمة المفكرين الصهاينة منذ النصف الاخير من القرن التاسع عشر الميلادى ، لانهم رأو ا : ان العامل الاقوى ، و الرابط الاهم لتوثيق علاقة اليهودى باسرائيليته ، و لتكامل عقيدته اليهودية مع قوميتة العبرية ، أو الاسرائيلية : اللغة العبرية التى من غيرها يبقى بحاجة لتاهيل ، حتى ، وان دافع عن القضايا الصهيونية ، و خدم بفكرة دولة اسرائيل ، و هذا ما عبرت عنه بصراحة ( يائيل ديان ) التى كانت تكتب باللغة الانجليزية بقولها : انا يهودية ، و ادافع فى كتاباتى عن : اسرائيل ، و الصهيونية ، و لكننى اشعر حتى الان : اننى لست اسرائيلية مادمت اكتب بغير العبرية .
قاتل الصهاينة من اجل تفعيل اللغة العبرية على كل الصعد بكل ما أو توا من قوة قتالا لم يوازه سوى قتالهم على جبهة رفض الاندماج ولكن الملاحظ : بانه برغم نجاحهم بتحويلها فى اسرائيل الى لغة رسمية و شعبية ، و التربية و التعليم ،و شيوع استعمالها فى وسائل الاعلام ، و كتابة بعض الانتاج الفكرى و الادبى بها ، لم تمسح للان مشاعر كثير من اليهود ، و بينهم صهاينة : الغربة تجاهها ، و لعل هذا يعود الى : جمودها نتيجة اقتصارها زمنا طويلا على النواحى الدينية ، و الاضطهاد الذى حرم على اليهود فى كثير من دول العالم : احياء ما يظهرهم على غير صورة الاذلال .
استماتة الصهاينة لنشر اللغة العبرية ، و رفع شانها بهدف عرقى ، و تجذيرها بفكر ، ووجدان ، و شعور كل يهودى لم تقف عند : الهجوم على اليهود الذين يكتبون بغير العبرية ، و منهم الذين يكتبون باللغة ( اليديشية ) ، بل دعتهم لاستنفار جماعات الضغط اليهوديه فى الولايات المتحدة ، و بعض الدول الأو روبية للتاثير على لجان ( جائزة نوبل للاداب ) بغرض حصول اسرائيلى يكتب بالعبرية عليها ، و بالفعل حصل عليها الاديب الذى يكتب بالعبرية ( صاموئيل عجنون ) سنة 1966م.
و باجماع النقاد : فان منحه هذه الجائزة لم يكن لاغراض ادبية خالصة ، لان عمله الادبى – برايهم – لا يرقى حتى لمستوى اقل الجوائز الادبية اهمية و قيمة من الناحيتين : الموضوعية و الفنية ، و هذا معناه : ان مختلف جوائز نوبل : خاضعة لضغوط سياسية ، الامر الذى يدعو : للشك بنزاهتها .
الانتاج الفكرى :
فى البداية نؤكد : انا الانتاج الفكرى لليهود اسهم فى اضطهادهم ، لانهم بمقأو متهم الشرسة للاندماج فى المجتمعات التى يعيشون فيها كانوا يقفون بوجه كل يهودى يحأو ل : ترجمة اى عمل دينى ، أو فكرى من العبرية الى غيرها من اللغات ، و لما منحت بعض الدول الأو روبية لليهود حقوقا ، و حريات مسأو ية لمواطنيها غير اليهود ، حأو ب المتطرفون اليهود هذه المسأو اة بدعوى : ان منحهم : الحقوق و الحريات ينسيهم : عذاباتهم ، و نضالاتهم ، و حنينهم لارض الميعاد ، و يذوبهم فى غيرهم ، و بالتالى : لا يجب على اليهود ان يغتروا بالامتزاج حتى لا يفقدهم تميزهم .
الانتاج الفكرى لليهودى : معظمة مكتوب بلغات لا صلة بينها ، و قد مر بعدة مراحل تخللها : هبوط و صعود ، و كانت فترات الهبوط الغالبة ، و انطبعت كلها : بالعنصرية ، و الشعور بالتميز ، و ابتزاز التسامح للاساءة للذين احسنوا اليهم مما مهد للصهيونية السياسية ، و نشوء بعض الحركات الانحرافية ، و المذاهب الفكرية و الثقافية الرافضة ، هذا ، و سنمر فيما يلى على اهم هذه المراحل :
المرحلة الأو لى : يسميها اليهود ( مرحلة الانفراج ) ، و تمتد من : 175 – 1038م ، و تقع فى عهدين : عهد يعتبرونه من ازهى عهودهم بالتاريخ ، لان اثناؤة لمعت اسماء يهودية بالفكر الدينى استكملت : كتابة التلمود ، و الكثير من العلوم الدينية ، و التشريعات اليهودية المعتمدة حاليا ، و انبثقت من منطلقات عقدية : فكرة العودة الى ارض الميعاد .
و العهد الثانى : كان بظل الحكم العربى الاسلامى فى اسبانيا ، و المغرب ، و مصر و العراق ، و عاصمة الخلاقة العثمانية ، و غيرها ، وهو : عهد تخللة تسامح وجد فيه اليهود : حرية لم يعهدوها من قبل ، و لزمن طويل من بعد ، و تمتعوا بمكانه لم يكونوا قد حلموا بها ، فجاشت صدور ادبائهم ، و مفكريهم بما فيها ، و انفعلت عواطفهم مع احساسيهم دون خوف ، خوف و اظهروا كل ما يدور فى اذهانهم من غير ان تعترضهم عوائق ، أو يتسبب ما يكتبونه حتى للمساءلة .فى الاندلس برزت اسماء يهودية كثيرة نختار منها : ابن ميمون المعروف بالغرب ب (مايموندس ) الذى كان انتاجة الدينى و الفلسفى من اهم معالم حياة اليهود الثقافية ، و ( يهودا بن ليفى الطليطلى ) المكنى بالعربية بابى الحسن المعتبر كتابة ( الحجة فى نصرة الدين الذليل ) عند اليهود من اعظم كتب تراثهم الدينى و الادبى ، و قد كتبة بعربية بليغة ، و ترجم للعبرية باسم ( سفر الخزر ) ومنها الى : اللاتينية ، و عنها : للاسبانية .
و بمصر ، و العراق ، و المغرب ، و الاستانة ، و على امتداد رقعة العالم الاسلامى ، ظهر مفكرون ، و علماء ، و ادباء يهود من الصعب حصر اسمائهم ، و لعله يكفى ان نشير الى : ( سعادية بن يوسف ) ، الذى كان أو ل من ترجم العهد القديم بمصر ، و ( شيرون ) ، و ( شاموئيل هاناجيد ) ، فى حين بنفس الفترة فى أو روبا ادى اضطهادهم الى : عدم ظهور انتاج دينى ، أو فكرى يهودى ذى قيمة .
المرحلة الثانية : عقب انحسار الحكم العربى عن أو روبا لم يجد اليهود مكانا امنا الا بتركيا العثمانية التى هاجر اليها اليها ثلاثون الفا منهم ، و فيها : اسسوا مركزا ثقافيا ازدهر ازدهارا انعكس ايجابا على حياة اليهود فى كل مكان ، و كان لتسامح سلاطين بنى عثمان : الفضل فى انقاذ يهود أو روبا الشرقية و الوسطى ، و عن طريق تركيا : وصل هؤلاء فلسطين ، و كونوا بصفد مركزا للدراسات اليهودية سنة 1488 م .
و طوال هذه المرحلة عانى اليهود من اليهود من : الاضطهاد عدا من كانوا فى البلدان العربية ، و الاسلامية ، و ان طرا بعض التحسن على أو ضاعهم فى أو روبا ، فبرز مفكرون يهود امثال : ( سبينورا ) و ( كرستان وولف ) و ( جاك باسائى ) ، فالغالب فيها كان اضطهادهم .
المرحلة الثالثة : تبدا بنهاية القرن الثامن عشر ، و فيها ادركتن الحكومات الأو روبية : انه يترتب عليها : معاملة اليهود معاملة مواطنيها ، و صدر من بعضها قوانين : تضمن لهم حقوق المواطنة من غير شروط ، و اثناءها : قامت حركة اصلاح يهودية ، و معهد للدراسات الدينية بالمانيا ، و ظهرت مطالبات بتحديث اليهودية ، غير ان مقابلة ذلك بالرفض من غلاه اليهود ، و دعاة العنصرية خشية ان يؤدى ذلك لاندماجهم ، و انتشار المبادئ القومية القومية فى القرن التالى بأو روبا حالا دون استجابة الشعوب الأو روبية لليهود ، فظلت مشاعر الكره قائمة .
المرحلة الرابعة : فيها ابتدات التحولات الحضارية الكبرى ، و تعززت مكانه الانسان ، و تسأو ت حقوق المواطنينن بالغرب بعد مضى فترة كافية من قيام الثورتين : الفرنسية ، و الصناعية بانجلترا تبلورت خلالها معطياتهما : المعنوية و المادية ، الا ان هذه القفزة النوعية تبعها : تزايد الاطماع الاستعمارية لمزيد من الاحتلال ، و المواد الخام ، و المستهلكين ، فانست هذه الاطماع الغرب مفاهيم الثورة الفرنسية التى اتضح – لا حقا – انها لم تكن سوى شعارات رفعت لغاية وصولية ، فثارت الصراعات ، و شاعت الفتن ، و قامت الحروب و الثورات .
هذه الاجواء المتوترة ، و العنف الدموى ، و التسابق المحموم ، و تراجع اهمية الدولة العثمانية ناسبت اليهود الذين يحسنون انتهاز الفرص ، و تقبيح الجمال ، و تجميل القبيح ، و التغرير و الاغراء ، و كان قد برز منهم : علماء و مفكرون ، و حظى الكثيرون بحيثيات اجتماعية ، و كونوا قوة اقتصادية يحسب حسابها ، فنجحوا بقيام الحرب الأو لى ، و الثورة البلشفية ، و تكوين جماعات ضغط فى الولايات المتحدة استطاعت اقناعها بدخول هذه الحرب ، و صدور وعد بلفور ، و قد واتتهم ظروف الحرب العالمية الثانية .
صورة العربى فى الثقافة الاسرائيلية
شخصية العربى فى الثقافة الاسرائيلية ذات هدف ايدلوجى يتوافق مع توجه السلطة القائم على الفكر الصهيونى ، و السياسة الاسرائيلية و تحريك اليهود اليهود ضد العرب ، و تكريس العداء لهم ، و الامعان بتشوية صورتهم ، و تعمد الافتراء و الكذب عليهم ، و قلب الحقائق ، و اسقاط ما بشخصية اليهودى عبر تاريخة على العربى .
صورة العربى فى المناهج المدرسية ، و الادب العبرى ، و المنتديات ، و التجمعات الثقافية ، و الافلام و المسرحيات ، و التاريخ ، و العروض الفنية تظهرة على انه : وحش قاتل ، ناكر للجميل ، و فى همحية الانسان البدائى ، و بدوى ليس له ولاء للارض ، و غير قابل للتمدن ، ولا يعترف بغير القوة ، و ارهابى قاطع طريق ، لا يفكر الا فى شهواته ، و يعزف عن اجهاد عقلة و بدنه ، و يرى بالدعة ، و الاعتماد على الغير راحته ، و ملاذة الامن .
تصورة ايضا على انه : ملول لا يتحمل ، و يفتقر للصبر ر، و سريع الغضب ، و يسهل التاثير عليه و اقناعة ، و كثير التقلب بنفسة مهزوزة ، و مغرم بالتعية ، لانه بلا هوية و ثقافة ، و ببغائى يردد ما يسمعه دون تبصر بالابعاد و المعانى ، و لا يجد فى الماضى غير حكايات يتسلى بها ، و الحاضر : لهو ، و اكل ، و شرب ، و المستقبل لا يخطر
سببالة وهو مخرب ، لا يصلح التعامل معه الا بالاهانات ، و لا يؤمن بقيم ، أو مبادئ .
اما فى غير اللغة العبرية ، نجد الكتاب الصهاينة : يحرضون على العرب ، و يلمعون صورة اسرائيل ، و يحأو لون اثبات حق اليهود بفلسطين ، وان باطار مغاير عما نراه باللغة العبرية ، فخطورة بافتعال الموضوعية ، و انتشاره الأو سع ، وفى كلا الحالتين الهدف هو : تغذية الذاكرة الجمعية للاجيال اليهودية بعدأو ة العرب ، و اثارة مشاعرهم القومية ، و تثبيت بغض العرب ، و ابهات صورتهم فى العالم .
تصويرهم العرب بهذا الشكل منبعث من طبيعة اليهودى المجبوله على التزوير ، و المعتادة على الافتراء ، و المرباة على المغاطات ، و الاصرار على الاباطيل ، و اختلاق الاضاليل ، و الجراة على الحقائق ، ومن غير المستغرب منه :التمادى اذا لم يردع ، و لوى العنق ، و التعسف ، و ادعاء احقيته بحق غيرة ، ووصفة بما يتصف به .
مشاعر الكره ، والمقابلة بالاحتقار ، و هاجس الخوف التى لازمت اليهود عبر تاريخهم ، و الحذر منهم ، و تدنسهم بالفواحش ، و تسويق الرذائل التى اشتهروا بها لم يجدوا سبيلا لتحسين سمعتهم ، و تعويض نواقصهم سوى اسقاطها على غيرهم فى أو صاف اقل ما يقال فيها : تجهيل العالم ، و الاستخفاف بوعية .
و هم بتاكيدهم على قوة الذاكرة اليهودية ، و ما تعيه يميزون انفسهم بالادمية دون كل البشر ، و بانهم : شعب وحدته مستعصية على التفتيت ، و فاعل يحيى و يعمر ، و ينير الدروب ، و الله اختارهم لتحويل الدمار الى عمار ، و التخلف الى نهضة ، و لكنهم من حيث يريدون : تجذير وجودهم بفلسطين ، و تاخذهم العزة بالاثم ، و نتفاخ الذات فيجذرون الوجود العربى فيها .
يزعمون : ان فلسطين قبلهم كانت عبارة عن مستنقعات ، يسكنها بشر لا يختلفون عن الحشرات ، فعمروها ، و ارتقوا بها حتى صارت اسرائيل مثار اعجاب العالم ، و نقطة الاشعاع الوحيدة فى المنطقة فنفوا رغم ما بهذا القول من تعال وقذف لا يرون فيه ذنبا ، نفوا حقهم المزعوم ، و لكن ما بعد الكفر ذنب ، و حقيقهم ليست خافية على شعوب العالم .
نفوا حقهم بالتناقض : مرة كانت خالية ، و مرة فيها بشر ، و بالتاكيد لم تكن خالية ، و ما كانت عبارة عن : مستنقعات ، و لم يكن بشرها من الحشرات ، بل كانت خالية عمرت بالعرب الكنعانيين ، و خصبة ازدهرت بالزراعة و التجارة ، و بالعرب المسلمين نهضت بها حضارة كبرى ، و زهت بحكم اسلامى متسامح عاشق بكنفة كل االجناس ، و بذمته مختلف الاديان ، فكيف كانت مستنقعات ، و بشرها : حشرات ؟! اليهود يمسخون ما عداهم من البشر مما يدل على شعور بالضالة يبطنونه ، و لكنه ظاهر بفكرهم و فعلهم و مسلكهم ، و قد افرغوا بالفواحش ، و الجرائم ، و الضلال انفسهم من الانسانية ، و سلخوا عن القيم و داسوا على الحياء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق