لا خلاف : إن اليهودية أو لى الديانات السمأو ية التى شرعتها ( التوراه ) المنزلة على ( موسى ) عليه السلام ،و تمت رسالته ب ( الوصايا العشر ) ، الموحى له بها حين كان بصحراء ( سيناء ) ، وهو على جبل ( الطور ) ، ومعرف انه النبى الوحيد الذى كلمه – سبحانه – دون وسيط ، فسمى ( الكليم ) ، الا ان ما حدث : انه بعد عشرين قرنا من نزول التوراه قام حاخامات ( بيت يهودا ) بتغيرها تغييرا جذريا يوافق اهواءهم ، و يلبى طبيعتهم التامرية .
و لتوسيغ العدوان ، و القتل دون تفريق ، و خيانة غير اليهودية ، و نقض العهود معهم ، والتوسع على حسابهم ، و ابتزاز مشاعرهم و اموالهم ، و تضليل عقولهم ، و الخروج على الشرائع و القيم من اجل عزة اليهود ينسبون التوراة التى كتبها حاخامات بيت يهوذا لموسى يهدف تكريس : الفوقية بتفكير ، ومشاعر اليهود ، وقد نجحوا ، فبات كل يهودى عدا بعض الاستثناءات ، يشعر انه : معصوم مع ان العصمة – كما هو معلوم – اختص الله بها الانبياء وحدهم .
و كانوا بين حين واخر يضيفون على التوراه ما يرونه ليزيدوا الحقد على الاغيار و الامميين ( تسميتهم لغير معتنقى الديانة اليهودية ) ، و شعور اليهود بالفوقية و التميز ، وان مالا يباح لغيرهم يباح لهم ، لانهم مختارون ، وهذا الاختيار بلغوا فيه مرتبة رفع الذنوب عنهم مهما عملوا رتبوا التوراه على شكل اسفار كل منها يتحدث عن فترة زمنية حبلى باحداث معظمها مختلق ، و تعيمات ووصايا ، ووعود افتعلوا لها قداسة ، و حفلت بالاكاذيب و الافتراءات ، و انطبعت بالتحريضعلى الشرور ، و الغدر ، و استباحة الاعراض و الاموال ، و مشبعة بالاساطير وو الخرافات ، و التناقض و الفضائح، و كلها تدل على ما فى نفوسهم من خبث ، وفى اذهانهم من افكار شيطانية ، و على مسلكهم المشين ، واخلاقهم الفاسدة ، و المفسدة ، وواضح فيها : التحريف ، وكتابتها بعد موسى .
الاسفار
عدد الاسفار الاساسية خمسة كل منها ينقسم لاجزاء تدعى الصحاح ، يتبعها : خمسة اقل قيمة ، و الاسفار حسب اهميتها هى :
1. التكوين : يتحدث عن بدء الخليقة ، وقصة الطوفان ، و نوح عليه السلام و عقبة ، و تاريخ ابراهيم عليه السلام ، و نسلة الى نهاية : ابناء يعقوب ، وفيه يزعمون : ان الله تجلى لابراهيم ، ووعده ارض كنعان فى المرة الأو لى ، وكل ما يقع عليه نظرة فى المره الثانية ، وفى المرة الثالثة : أو صاة باكثار ذريته التى ستكون غريبة فى ارض ليست لها مدة اربعمائة سنة ، و الاخيرة من نهر مصر ( النيل ) الى النهر الكبير ( الفرات )
2. سفر الخروج : يؤرخ لموسى عليه السلام ، والاحداث التى صاحبت ظهورة و رسالته ، و خروجه مع بنى اسرائيل من مصر ، و احوالهم بالتيه و الكثير من التشريعات و الوصايا المبلغة لموسى .
3. سفر الأو يين : و يسمى كذلك ( سفر الاحبار ) ومضمونه : رواية ما انزل على موسى فى شؤون الدين و الدنيا ، وقد شغلت الطقوس ،
وانواع القرابين ، و التعليمات الخاصة فى المناسبات ، و مهام الكهان الجزء الاكبر منه .
4. سفر العدد : تضمن معلومات ، و حوادث ، و تشريعات ، و طقوسا ، و تنظيمات فيها المكرر و الجديد ، و يحفل بالمبالغات و المفارقات ، و الخوارق و الغلو .
5. سفر التثنية : ما فيه اكثره تكرار لما فى الاسفار السابقة من : احداث و توصيات ، و تشريعات ، وما كان عليه بنو اسرائيل عقب دخولهم ارض كنعان ، وما كانت تمتاز به من خصب و عمران .
ياتى بعدها اسفار يصنفونها اقل قيمة رغم اننا نرى فيها بيانا لاحداث فى غاية الاهمية نجدها فى : سيرة بنى اسرائيل ، و انحرافاتهم ، وفظائعهم بهجومهم الدموى على ارض كنعان ، و ذكرياتهم مع مملكتى : يهوذا و اسرائيل ، ومعبوداتهم الصنمية ، وما كانوا عليه فى بلاد ما بينن النهرين بعد السبى ، وقيام ( كورش ) ملك فارس باعادة من يريد العودة منهم لارض كنعان ، و هذه الاسفار هى : يوشع القضاة – صموئيل – الملوك – اخبار الايام .
ومن مزاعمهم : ان الله وعد ابراهيم : ارض كنعانا ، و بعدئذ : على مد النظر ، و اخيرا من النيل الى الفرات ، و تزداد الدهشة فى ان يذهب المغالون الى ادعاءات بجزيرة العرب .
التلمود :
يعتبرونه بعد التوراه فى المكانه ، حررة احاخامات بعد صعود السيد المسيح عليه السلام بمئتى سنة ، وذلك فى اعقاب حرق ( تيتوس ) لهيكل سليمان ، و تشتيته لليهود ، حيث وضعوا شرائع و قوانين و تعاليم ، و تقاليد بديلة لتلك التى كانت موضوعة بالهيكل ، فاحترقت معه فكون ( يهوذا ) كبير الحاخاميين لجنة من كبار الكهنة اختيرت من كل بلد لوضع هذا الكتاب بعد ان عين المنهجية ، و الخطوط العريضة التى يسيرون عليها ، هذا و ينقسم التلمود الى قسمين :
- القسم الأو ل خاص بتفسير التوراة ، وشرح ما غمض منها بالتضخيم ، وبحسب اهوائهم الممعنه بالعدوانية على الاغيار ، و الافتراء على الله ، و الكذب ، و الابقاء على اعلى درجات البغض تجاهم .
- القسم الثانى خاص بتعاليم كبار الحاخامات و تستهدف : تاصيل الفوقية بفكر كل يهودى ، و الحث على التلون و الثعلبية ، و الكيد و التضليل ، و تزيين الفواحش ، و تعميق الصراعات ، واشاعة الفتن و المفاسد .
و كلاهما يشرعان : للشرور ، و الاكاذيب ، و اتباع اقذر الوسائل ، و يدعوان لتاطير الغدر لغير اليهود ، لانهم : انجاس ،
و خنازير ، و الذين على هيئة انسان منهم لا يرتقون لاكثر من ان يكونوا خدما عندكم ، لانهم فى الاساس حيوانات ، بل ادنى من الكلاب ،لانه مسموح لليهودى : اطعامها فى الاعياد ، ولا يسمح له باطعام : الاجانب .
اذاع اليهود فيما بينهم محتويات التلمود ، و شددوا على كتمانها ، وهذا ما حصل حين ظهرت اغراض الصهيونية العالمية ، فانكشفت خبايا التلمود المطالبة بما زعموه حقا لهم بفلسطين ، ومن بعد اخضاع العالم .
الماسونية :
جمعية سرية كونها : حاخامات بيت اليهوذا عام 50م لمناهضة المسيحية فى البداية و لكنها حيال : اتساع انتشار المسيحية ، و ابطال الاسلام لكل ما سبق من عقائد و اديان ، و انهاء الرسائل برسالة محمد عليه الصلاة و السلام ،و ختم النبوات بنبوته ، وحتى لا تنكشف الاهداف الحقيقة من تكوينها : خلعوا عليها صفة انسانية ، و رفعوا شعارا براقا لها هو : ( الحرية ،و الاخاء ، و المسأو اة ، و التعأو ن ، و خدمة الفضيلة ) التى تبدو سامية ، تدعو للرحمة و المحبة غير انها فى الحقيقة ، للخداع ، و لستر عورات النوايا اليهودية ، و اهداف اتليهود الجهنمية ، وحيث يرون فيها قوة خفية تستنزف غيرهم .
انتشرت الماسونية فى العالم على شكل محافل ظاهرها انسانى ، وباطنها تامرى ، وقد انخدع بها : ملوك ، و امراء ، ورؤساء دول ، ووزارات ، ووزراء ، و مصلحون ، و مفكرون ، و علماء كبار فى الشرق ، و الغرب و لكن اكثرهم تراجع عنها ، خاصة بالوطن العربى ، و العالم الاسلامى بعد اكتشافهم حقيقتها ، ومن ابرز الماخذ على المصلح المستنير ( جمال الدين الافغانى ) ارتياده ( المحفل الماسونى الفرنسى ) بالقاهرة دون ان يلاحظ الذين حأو لوا : الاساءه اليه بهذا الماخذ : انه بزمنه لم تكن قد انفضحت اهداف الماسونية ، فخدعة شعارها البراق ، و الترحيب الحار لالقاء دروسة بالمحفل حتى لا يصطدم مع دعاة الجمود و الترحيب الحار لالقاء دروسة بالمحفل حتى لا يصطدم مع دعاة الجمود بالازهر ، وهذا ما كان قد أو ضحة السيد / رشيد رضا.
و السياسى السورى الكبير ( فارس الخورى ) كان ماسونيا مخدوعا متحمسا ، وحين كان ممثلا لسورية فى الامم المتحدة ، وضحت له حقيقة مرة هى :انه لو لم يكن ماسونيا مخلصا لما كتب له الفوز برئاسة مجلس الامن ، فايقن وهو العربى المدافع عن الحق العربى بفلسطين : انها رساله ، فلم يسعة الا ان يجهر امام مندوبى دول العالم بقوله : اعلموا : ان اليهودية مختبئة خلف الماسونية ، التى تبتزكم لمصلحتها ، و تدفعكم للخطر من حيث لا تعلمون . غاية الماسونية رفع راية اسرائيل خفاقة فى كل مكان ، و بالقوة الخفية ، و بالامكان : تجنيد الكل من حيث لا يشعرون ، و تمشيا مع الخطط المرسومة وضعت للمتحقين درجات .
1- ابتدائية رمزية : تلاميذها اقسموا على طاعة القائدين دون معرفتهم بالعدو .
2- متوسطة أو ملوكية : تلاميذها وان تعرفوا على بعض الاهداف ، فكثرتهم لا تدعهم يرون الا بعين واحدة تتجه لمصالحهم الخاصة ، وهم بهذا تحت جناح الماسونية .
3- كونية أو المدرسة العالية هذه الدرجة مقصورة على حكماء بنى اسرائيل ، وورثة الماسونية العظام ، و هؤلاء هم المتحكمون بالمحافل ، و يتصرفون وفق المصلحة اليهودية ، ويسمون : اتلماسونية من غير اليهود بالدرجة الأو لى العميان الصغار ، ومن الثانية : العميان الكبار ، هذا ، و للماسونية وسائل للتعارف تتمثل فى : رموز ، و اشارات مفسرة حسب ما يتفق مع تفكير كل امة .
الصهيونية
ما يبدو من وجه علمانى للحركة الصهيونية ، وممارسة ديموقراطية ، و مظهر حضارى لا يتطابق مع حقيقتها الضاربة فى جذور العقيدة اليهودية ، وممارساتها العنصرية ، وهجميتها فى القمع ، و ارتكاب المجازر ، و التعالى و التامر ، بل انها المؤطرة للفعل اليهودى عبر التاريخ لتغليفها بالمخاطر السرية المبطنة بجلود الافاعى التى بنعومة ملمسها السم الزعاف .
1. نشوء الفكر الصهيونى : الفكرة الصهيونية يعود نشؤوها للفيلسوف اليهودى ( موزس هيس ) الذى كان قد تاثر بالنزاعات القومية التى سادت القارة الأو ربية اثر قيام الثورة الفرنسية سنة 1789م ، ولكنه حار امام مشكلة اعترضته ، وهى : اليهود موزعون بين الامم ، و لا يملكون ارضا يعيشون عليها ، و لا يكونون شعبا ، و ليست لهم لغة ، لو قيمة اجتماعية معترف بها .
2. وفى محأو لة للتغلب على هذه المشكلة لم يجد من سبيل سوى التعسف على الكينونه : فقفز على التاريخ ، و تجاهل الجغرافيا ، و ابتعد عما هو حاصل الى الاساطي ، فبنى فلسفته على تصورات ، و تخيلات ، وأو هام تاريخية لوى فيها عنق الحقيقة فوقع بالخطيئة ، و اخذ بمقوله ثبت
الصهيونية
ما يبدو من وجه علمانى للحركة الصهيونية ، وممارسة ديموقراطية ، و مظهر حضارى لا يتطابق مع حقيقتها الضاربة فى جذور العقيدة اليهودية ، و ممارساتها العنصرية ، و هجيتها فى القمع ، و ارتكاب المجأو زر ، و التعالى و التامر ، بل انها المؤطرة للفعل اليهودى عبر التاريخ لتغليفها بالمخاطر السرية المبطنة بجلود الافاعى التى بنعومة ملمسها السم الزعاف .
1. نشوء الفكر الصهيونى : الفكر الصهيونية يعود نشوؤها للفيلسوف اليهودى ( موزس هيس ) الذى كان قد تاثر بالنزعات القومية التى سادت القارة الأو ربية اثر قيام الثورة الفرنسية سنة 1789م ، و لكنه حار امام مشكلة اعترضته ، و هى : اليهود موزعون بين الامم ، و لا يملكون ارضا يعيشون عليها ، ولا يكونون شعبا ، و ليست لهم لغة ، لو قيمة اجتماعية معترف بها .
2. وفى محأو لة فاشلة للتغلب على هذه المشكلة لم يجد من سبيل سوى التعسف على الكينونه : فقفز على التاريخ ، و تجاهل الجغرافيا ، و ابتعد عما هو حاصل الى الاساطير ، فبنى فلسفته على تصورات ، و تخيلات ، و أو هام تاريخية لوى فيها عنق الحقيقة فوقع بالخطيئة ، و اخذ بمقوله ثبت
بطلاتها هى : خضوع التاريخ للناحية الاجتماعية ، و الربط بين الكل و الجزء ، و ذلك بتحويل المجتمع الى ركام افراد بدلا من كونه : كلا عضويا يرتبط بارض ، و سماء ، وثقافة ولغة ، و تاريخ ، فاستفاد منها للوصول الى غرضة المكشوف بالعنصرية الكرلايهة ، و الاحساس الواضح بالنقص .
قسم البشرية الى : اعراق ، أو عناصر ، و جعل التميز العقلى و البدنى بينها : ثابتا لا يتغير ليقرر بكل وقاحة مفضوحة : ان اليهود الاعلى الهيا ، و الارفع مقاما ، وهم يمثلون – بزعمة – التاريخ ، ولا زالوا بالحياة ، وهذا لا يتوافر لهم فى غير فلسطين .
هذه الفكرة القائمة على النفى و الالغاء ، و تضخيم الذات ، و التجأو ز بادعاء الحق الالهى ، و شجب الحس الانسانى ، و نسف المؤكد عمليا فعلها بكتاباته و اتصالاته ، و سعية ( تيودور هرتزل ) فصارت مشروعا ، تنفيذة يحتاج الى : ارض ( وطن ) ، و تجميع اليهود فى العالم ، و موافقة الدول الكبرى ، و تنشا معه اشكالية معقدة تستدعى طرح السؤالين التاليين :
الارض ان وافقت الدول على اقامة دولة يهودية عليها باحدى القارات : اتضمن عدم مقأو مة سكانها الاصليين ، أو المحيطين بها ؟!
و بضمان ذلك : ما هو السبيل لاقناع اليهود بوطن غير فلسطين ؟ المهم تدرج مشروع هرتزل فى ثلاث مراحل ساعد على تنفيذة بالصورة التى بذهنة : متغيرات ، و ظروف ، واهداف استعمارية :
المرحلة الأو لى نراه بكتابة ( الدولة اليهودية ) لم يعين قطعة الارض ، و فيه تعهد للدول التى لا تعادى السامية ان تفضلت بقطعة ارض تناسب حاجات اليهود : بانهم سيعتمدون على انفسهم ، وقد حأو ل اثناءها : اقناع ، انجلترا و فرنسا ، و لكنهما نظرا لعدم وضوح فائدتها من قيام دولة يهودية ، ولانهما حتى هذا الوقت لم يريا من المصلحة : القضاء على الدولة العثمانية ، و لانه لم يعين موقع قطعة الارض ، اعتذرنا عن امكانية قيام دولة يهودية .
فى المرحلة الثانية : نادى بتدويل ( المسالة اليهودية ) ، و ضمان الدول لحقوق اليهود بدولة ، و فيها استدر العواطف ، وهول معاناه اليهود ، فى مختلف البلدان التى يعيشون فيها ، وضلل بعض الشخصيات المهمة ، واغرى بعضها ، واتخذ تجنب ذكر فلسطين كوطن قومى لليهود تكتيكا لتذهب الخيارات بين : افريقيا ، و امريكا الجنوبية ، ومنطقة العريش بصحراء سيناء المصرية التى بدا ترجيحة لها بحجة مادار عليها من ذكريات تمهيدا للمطالبة بفلسطين الى جانبها .
المرحلة الثالثة انتقل فيها من النظرى الى العملى بدعوته لتنظيم اليهود ، و دعمهم بالمال و السلاح ، و التاييد السياسى ، و لهذا الغرض قام:
- دعا لعقد مؤتمر ليهود العالم .
- زاد السلطان ( عبد الحميد ) بالاتانة ليحصل منه على موافقة اقامة مستوطنات لليهود بفلسطين التى كانت تحت السيادة العثمانية مقابل اموال طائلة ، و لكن السلطان صده بعنف .
- سعى لدى القيصر الالمانى للحصول على مساعدته ، و امتيازات خاصة لليهود ، و لكنه لم ينجح .
أ- مؤتمر بال : عقد بمدينة بال فى سويسرا سنة 1897م ، بحضور مئتين و خمسة مندوبين مثلوا يهود العالم ، و ذلك لتدارس افكار هرتزل ورؤاه ، و البحث فى الوسائل المتاحة ، و المستقبلية ، حيث انتهى المجتمعون الى اتخاذ القرارات التالية :
- الترويج فى مختلف الأو ساط اليهودية للسكن بفلسطين .
- اعتبار اليهودية : عقيدة وقومية .
- تنظيم اليهود العالم عن طريق : مؤسسات محلية موافقة للقوانين المعمول بها فى كل بلد ، و اكتتابهم لصالح قيام دولة لهم .
- العمل على كسب تاييد ، و دعم الدول لقيامها .
- البرتوكولات : أو برتوكولات حكماء صهيون ، وهى عبارة عن : منهج عمل لتاسيس دولة يهودية تسود العالم ، و تتحكم فى رقاب غير اليهود ، و تعاملهم بتعال ، و تنظر اليهم بدونية ، يقال : انها كانت من القرارات السرية للغاية التى اتخذت فى هذا المؤتمر ، وقد تسربت بواسطة سيدة فرنسية عثرت عليها باحد المحافل الماسونية فرت بها حيث باعتها لاحد
كبار اعيان روسيا القيصرية ، ان صح ذلك ، المتاذين من اليهود ، وبدوره عهد بدراستها لصديقة الكاتب الروسى ( سيرجى نيلوس ) الذى قام عام 1902م ، بطباعة نسخ قليلة منها بالروسية ، تسببت بارتكاب مذابح لليهود الذين ذعروا فى شتى انحاء العالم ، فاعلنوا نكران نسبتها لهم ، وانها مزيفة ، و لكن لم بقنع ذلك معظم شعرب أو روبا ، فقاموا بشراء كل النسخ باثمان باهظة من الاسواق ، غير ان سيرجى اعاد طبعها منقحة عام 1905م ، وفى الحال نفذت ، لان اليهود اشتروها ، و كرر طباعتها عام 1911م ، و نفذت بنفس الطريقة ، واصدر طبعة رابعة لها سنة 1917م ، وهو العام الذى قامت به الثروة البلشفية بروسيا ضد القيصرية ، فاختلفت البروتوكلات عدا نسخة من الطبعة الثانية بالروسية كان قد احتفظ بها ( المتحف البرطانى ) ، وقعت بالمقادفة بين يدى مراسا جريدة ( Morning post) المكلف بتغطية اخبار الثورة البلشفية اثناء بحثة عن معلومات عن روسيا ، فقام بترجمتها للانجليزية ، ونشرها ، ولم يعد طبعها سوى مرة واحدة سنة 1921م ، و بعدئذ لم يجرو ناشر على طكبعها ، وهنا لابد من الاشارة الى ان كثيرا من الباحثين المتخصصين ، و الموثوق بهم يشككون بنسبة البرتوكولات لليهود ، و بينهم مناصرون للحق الفلسطينى ومنهم : عرب لعل من ابروهم د . عبد الوهاب المسيرى ، وفيهم من يرى : ان كره اليهود الذى افرزته تصرفاتهم غير الاخلاقية ، و اعمالهم اللانسانية دعت لوضع
البرتوكولات و نسبتها لهم حتى تحذر الامم التى يعيشون فيها من مخططاتهم الجهنمية .
وسواء صحت نسبة البرتوكولاتهود ، أو لم تصح ، ففى التوراه ، و التلمود وما يحفل به تاريخهم ، واشتهارهم بالكيد ، و الابتزاز ، و الغدر ما يكفى لادانتهم ، ويؤكد خبث نواياهم ، واحقادهم ، وز شرورهم .
ب- الصهيونية بعد هرتزل : بوفاة سنة 1904م ، حسب الكثيرون : ان الحركة الصهيونية قد انتكست لعدة اسباب ابرزها :
1- خليفة هرتزل د. ( وولفسون ) رغم خدماته للصهيونية ، فرؤيته لم تكن واضحة ، وشخصيته كانت تفتقر للبريق و القوة ، و زاد على ذلك استخفافة بشباب الحركة امثال ( حاييم و ايزمان ) ، فانقسمت و الحالة هذه الى تبارين :
أ- تيار واقعى راى : قبول المتاح بالعرض البريطانى وهو قيام دولة يهودية اما بمنطقة العريش ، واما فى ( أو غندا ) ، وذلك لسبيين :
1- فلسطين التى رغم اقتناع اصحاب هذا الراى : بان عوافط اليهود من الصعب ان تتجه لغيرها يحكمها العثمانيون الذين لا تسمح قوانينهم بتمليك اليهود للراضى ، أو هجرات علنية منظمة اليها .
2- بريطانيا لم تكن مستعدة بغير هذا العرض .
ب- تيار عملى يرى : ان التحرك السياسى من منظور واقعى ، وان طلب ، فمهما صعبت العراقيل لا يجب ان تحول الانظار عن فلسطين ، و تعطل الاجراءات اللازمة لتنمية الشعور الدينى و القومى نحوها ، وغرس المبادئ الصهيونية ، وان منع الحكومة العثمانية بيع اراض لليهود لا يجب ان يحبطنا ، فالامل كبير بالوصول الى الطرق الى تنتهى بنا للاستيطان بفلسطين برشوة المسؤولين العثمانيين عنها .
ج- يهود العالم كانوا بحاجة لتقوية ثقافتهم اليهودية ، و تعلم اللغة العبرية ، و بعض الدول التى يعيشون فيها كانت تخشى ان يؤدى السماح لمنظمات يهودية ليست فيها الى : فصل يهودها عن بقية مواطنيها وان يؤدى تقوية شعوورهم الدينى الى فتن طائفية .
د- انتصار التيار الاخير الذى كان الدور الابرز فيه لوايزمان لنشاطة ، وحماسة ، و نوعيه علاقاته ، وان انهى الخلافات ، وحقق التنسيق ، ونجح بكسب بعض التاييد ، ودعم اثرياء اليهود ، لم يستطع حتى هذا الوقت نقل الحركة الصهيونية من النظرية الى التطبيق ، لان هذا كان يستلزم : متغيرات ، و مساعدة دول فاعلة ، وما ستسفر عنه الحرب العالمية الأو لى التى لا زالت مجهولة ، وهذا ما سناتى عليه فى موضعة .
طبيعة اليهود .. و سلوكهم:
اكساب التوراه الموضوعة ، و تعليمات و شروحات الحاخامات فى التلمود قداسة بجعلها صلب العقيدة اليهودية ، وما تشبعوا به عبر القرون ، و تعودهم على السرية ، وكتمان نواياهم ، و شحنهم ببغض الاخرين ، وباحة الحاق الاذى بهم ، و الترفع عليهم ، و اعتزالهم فى احياء خاصة بهم ، وتاكيد حالة النفى خارج فلسطين ، و المبالغة بتمجيد الذات ، و تكبير الادوار ، والهاب المشاعر ادت الى : تكوين اليهود تكوينا تفردوا به عن سراهم ، حيث انزرعت فيهم مشاعر الغربة و الحنين ، افعتبروا انفسهم غير نكلفين بالمواطنة الا بفلسطين .
وانطلاقا من ذلك : اتغرست بتفكيرهم كميات هائلة من الانانية ، و الشعور بالفوقية ن وقد عنصروا بما استحدثة الحاخامات : العقيدة اليهودية ، فتجلببت بغير جلبابها ، فانغلقت على نفسها رغم انتشارها فى العالم ، و انكمشت برغم حضورها ، و اثرت رغم تقوقعها .
و عليه نراها : محلية و عالمية فى ان : محلية لكونها غير دعوية كالاسلام ، أو تبشيرية كالمسيحية ، و عنصرية ترفض الاخر ، ولا تقبل الاندماج ، أو تؤمن بالتعايش ، و يعتقد اتباعها : ان تكاثرهم يحيلهم لغوغاء ، وينزع منهم صفة : التميز و عالمية بفعل الشتاتات التى لحقت باليهود ، و تعدد سبيهم ، و بالتالى : تفرقهم فى انحاء الارض ، و اتعناق اقرام من اجناس ، و الوان مختلفة ، و بلدان متباعدة : ثقافيا ، و اجتماعيا ، و جغرافيا ، و بيئيا لها بصورتها الحاخامية .
ومع السنين ، و التوارث غير المنقطع ، و لطلب التميز الذى اختمر فى اذهانهم توافرت قناعة عند كل يهودى بالعالم ، ومن شتى الاجناس : ان جذورة تمتد الى ( العبرانيين ) الذين اذابهم تيار الزمن .
قلة عدد اليهود خلفت حسرة باسرائيل على فشل مخطط الاجداد التريخى الذى حرمها من العمق الديموغرافى ، وان حضر اليهود بقوة تاثيرهم ، و نفوذهم من خلال : قوى الضغط ، و بعض المذاهب المسيحية ، و الاحزاب ، و المجالس النيابية ، و سياسات اكثر الدول المؤثرة ، و بعض المؤسسات ، و الجمعيات القوية و الصناعات ، و المصارف ، و البيوتات المالية ، ووسائل الاعلام ، وبقدرتهم على المكر ، و صنع المكائد ، و شراء الذمم ، وان حضروا ، فاسرائيل قلقلة على مستقبلها بسبب : قلة العدد ، و محيطها المعادى ، و عنف مواجهتها ، وامكانات العرب : البشرية ، و الاقتصادية ، و الثقافية .
ادراك اليهود فى ان امامهم الكثير جدا من : الجهد ، و العمل ، و الوقت ليصلوا لماربهم التى يمكن تلخيصها فى استعباد غيرهم ، و تبوا سدة السيادة بحكم العالم ، فهم لا يرون : انهم يجرون واء سراب وانما هو : الوقت الذى لم يحن بعد ، ومن واجب كل يهودى : العمل ما وسعه ،
ان منفردا ، أو ضمن فريق ، أو مؤسسة لليوم الموعود بمشيئة الرب لليهود .
ومن ميزات اليهودى ، ان جاز التعبير : براعته بالتمثيل و الظهور بحسب مقتضى الحال ، وما يتوافق مع المواقف و الظروف ، و عدم لفت النظر الى ما يضمره ، و التلون كالحرباء ، و كل شئ مرهون بمصلحته ، ومن اجل مراده يزايد على شرفة ، و يميت ضميرة ، و يلغى ذمته ، و يروج المفاسد و الفواحش .
انه فى حالة الضعف يذل و يتمسكن ، و يبدو مخلصا ، وحافظا للجميل ، و مطيعا للأو امر ، و بنواله بغيته ينتكر ، و يصور الاشياء على عكس حقيقتها ، ولا يجاريه احد بمهارته بالتسبب بالضرر ، و التغرير و الاغراء ، و ابطان الضغائن ، و التزييف ،و تغليف الشرور .
و عندما يتقوى و يتنفذ يطغى ، ويكابر و يظلم ، و يتعامل بفوقية ، و يبنظر للناس و مرؤوسية بدونية ، و يمعن فى الاهانة ، ولا يردعه – فى الغالب – خلق ، أو تانيب ضمير .شخصيته المركبة ، و تصرفاته المتناقضة ، و اهدافه الغامضة ، و ربويته و انغراليته ، و نفوره من غير ابناء ملته ، وظاهرة البخل فيه ، و مسلكة المريب ، و شكوكة بيهودية من ليست امة يهودية ، و تكلس مفهوماته ، و مبالغاته ، و تهويلة لقضاياة مثل ( المحرقة ) ، ( و اللاسامية ) ، و قضية ( دريفوس) وأن اليهود خلف الشيوعية ) و النازية ، و الفاشية .
و لليهود رغم ايمانهم بالاساطير و التخاريف ، و انغلاقهم و تقويقعهم ، و غرامهم بالماضوية : قدرة على قراءة الاحوال الحاضرة ، و التاثير القوى على اصحاب القرار ، و التكيف السريع ، و تكوين العلاقات ، الا ان ذلك لم يحل دون الحذر منهم ، و الخوف من مخططاتهم ، و الريبة مما يقومون به ، فامتزج ، و هذا حالهم ، كرههم بالاعجاب بهم ، وهم يرون فى تعدد الاحزاب ، و اختلاف الايدولوجيات ، و تقسيم العالم الى : راسمالى و اشتراكى ، وأو ل ، و ثان ، و ثالث ، و غنى و فقير ، و متقدم و متخلف ، و تغذية العصبيات : الدينية و المذهبية ولاعرقية ، و دعم الثورات ، و التحريض على العصيان ، تضادا فى المصالح ، و تباينا فى التوجهات ، وهى عوامل ممهدة للفتن التى تفرق الامميين و تضعف قدراتهم ، و تستنزف قواهم و امكاناتهم .
و عند اسفار الاختلاف عن : التنوع و التعددية ، وما تاتيان به من اضافات حضارية، و مزيد من الروافد العلمية و الفكرية ، و التفاعلات المؤسسة ، فيبدو انه مؤمن عليها بالوعى و الافكار ، فهذا لا يعنى الا ان المخطط مؤجل اتنفيذة لمزيد من الوقت .
واننا اذ لا ننكر اهمية عباقرة اعلام ، و علماء و مفكرين افذاذ من اليهود قديما و حديثا بينهم من انتفعت الانسانية من عطائهم الفكرى و العلمى ، فانهم لم يكونوا صهاينة ، و نشأو ا فى بيئات غير تلمودية ، وفى احضان حضارات امم هم منها : جنسا و مواطنة .
وكون ما يلاحظ : من ان اليهود مثلهم مثل كل الاقليات فى كل مجتمع ، تحأو ل التفوق بالتحصيل العلمى ، و اكتساب الخبرات و المهارات ، وفى الاعمال التجارية لاثبات حضورهم ، فاليهود يختلفون عنها بتفكيرهم العنصرى ، و اخفاء اغراضهم ، واضمار الكرة ، و احتقارغيرهم .
الأحد، 28 يونيو 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق