المؤكد :ان ضياع فلسطين سببة الرئيس : مؤامرة دولية افرزتها : مخأو ف من تلاحم عربى يستدعى بعدا اسلاميا ، و تجميعا تتنوع فى اطاره : معطيات من شانها : تاسيس قوة ضاربة ، و يقظة تترجم لحضارة مستجيبة لشتى انواع التحديات ، و مستعيدة ما كان للعرب و المسلمين من مكانة يتوارى حيالها عن الفعل التاثير غيرهم .
و لعله ايضا : من اللأو عى استعدت المؤامرة العدأو ات الدينية و التاريخية من خلال : الفتوحات العربية الاسلامية فى اسيا ،و افريقيا ، و أو روبا ، و الحروب الصليبية ، و مواقف بعض المذاهب المسيحية المعادية للاسلام مثل التى يعبد اتباعها السبت ، و يؤمنون بكثير من الطقوس اليهودية ، و ( البروتستأنتية ) اتلمغالية بعداء كل ما هو شرقى ، و بخاصة : العرب ، و المسلمين ، و لا شك ان ما قاله القائد البريطانى ( اللنبى ) عند دخوله القدس : ( الان انتهت الحروب الصليبية ) و الجنرال (غورو ) من بعده الذى حال احتلاله دمشق اتجه الجامع الاموى ووقف امام قبر صلاح الدين ، وقال : (ها قد عدنا يا صلاح الدين ) ما قالاه ، لا شك : انه كان ملصقا صليبيا حاقدا .ومما يؤسف له ان بعض النخب يستخفون بمن ياخذون بـ( بنظرية المؤامرة ) باعتبارها لا تسرى على الاقوياء الواعين ، و الضعفاء المتخلفين : انبهارهم بالمتقدمين ، أو خوفهم من الاقوياء بغنيان عن التامر عليهم ، و هذا قد يراه البعض : شبيها بمقوله : ( القانون لا يحمى المغفلين ، أو الجاهلين به ) ، رغم انه وضع لحماية الجميع ، بينما القانون فهمه غير متيسر الا للمتخصصين فيه ، و فهمه من خلالهم ميسور و لحن هنا لا نقيس على النوادر ، أو الشواذ التى لا حكم لها ، و الشبه بين الجهل بالقانون ، و اهداف التامر بالتباعد .
صحيح : ان الكثيرين يعلقون فشلهم على مشجب المؤامرات ، و ان البعض : سئم اجترار بعض المسئولين مما يدبر لبلدانهم من المكائد التى تشغلهم عن تنميتها رغم ان فى ذلك بعض الصحة ، غير ان المبالغة ، و القول غير المتبوع بالفعل ، و كثرة التبريرات ،و القعود عن المواجهة بلدت المشاعر ، و بعثت نوعا من الاحباط .
ان المؤامرة انواع : يمكن ان تكون بالتضليل و الخديعة ، و الغدر و الكذب ، و التخطيط و الايقاع ، أو افتعال حقوق ، و مطالب ، أو الاتكاء على الناحية الانسانية ، و مستوياتها : فردية ، و محلية و اقليمية ، و جميعها : محرمة فى العقائد و تاباها : القيم و الاخلاق ، ولا تقرها : القوانين .
عليه نرى : ان طبيعة المؤامرة ، و اهدافها ، و نتائجها تتنافى مع كونها: نظرية ، لان النظريات تتولد فيها – على الاغلب – فلسفات ،و ملاحظات معرفية قد تقعد فتصبح ذات قيمة عليمة ، أو فكرية نافعة ، و المؤامرة من جميع جوانبها : ضارة و تتم عن : خبث ، و حقد و انحطاط ، و جشع .
و المؤامرة على فلسطين كانت ضرورة استعمارية لاحكام قبضة المستعمرين على الوطن العربى من المحيط الى الخليج ، و هدفا استراتيجيا ، و فرصة رأو ا : انه لابد من اقتناصها قبل ان يصحو العرب من غفوتهم التى تسبب بها الحكم العثمانى الذى عزلهم عن التعاطى مع الحضارة الحديثة ، وفى سنية الاخيرة ، اضطهد الثقافة العربية ، و اجج النعرات القومية ، ولم يستطع مقأو مة النشاط الأو روبى الاستعمارى .
خرج العرب من الحكم العثمانى منهكين ، منشقين ، متخلفين ، يعتربهم الجمود ،فكانت فرصة لا تعوض لتكريس كل ذلك ، و اماته همهم ، و اضعاف قدراتهم ، و تبديد امكاناتهم قبل التقاط انفاسهم ، و استعادة موروثهم الغنى ، لان المستعمرين لا يقدمون على امر الا بعد دراسته ، وقد بلغوا من التقدم ذروته ، و علموا : ان العرب ، قوم يملكون استعدادا ذاتيا فريدا ، و انهم من ذوى اللمعات النهضوية حتى فى اسوا الظروف ، و احلك الأو قات ، وقوة حاضرة عطلها الجمود و التقليد ، و ماداموا كذلك فالمؤامرة للحيلولة دون صحوتهم ، و هذا لا يتاتى الا بفصلهم عن بعضهم بحاجز بشرى غريب يحجب وحدتهم ، و دقة اسفينا يؤرقهم ، و يشتت جهودهم ، و يستنزف قواهم ، ولا يمكنهم من الاستقرار ،
و يشغلهم عن التنمية و التفكير باستعادة ما كان لهم ، و تغذية ، و تقوية ، و دعم ، و رعاية الكيان المزورع .
وعد بلفور .. و انتداب بريطانيا على فلسطين
فى عام 1799م ، و اثناء ما كان ( نابليون بونابرت ) بمصر اصدر بيانا تضمن :وعدا لليهود بوطن قومى ، وذلك لاستغلال مهارتهم ، و قابليتهم الخيانة ، و حأو ل نبيل انجليزى بعده تربطه مصالح مع اليهود مساعدتهم باقامة وطن لهم لدى بريطانيا ، و ابراهيم باشا بمصر ، ولكن كلتا المحأو لتين باءتا بالفشل لعدم رغبة اليهود فى ان يكونوا طرفا فى نزاع دولى ، بالاضافة الى معارضة ابراهيم باشا .
ولا يفوتنا هنا : بان اليهود قبل مؤتمر بال المار ذكره كانوا مختلفين على موقع وطنهم ، و خائفين من تاثر مصالحهم فى الدول التى يعيشون فيها ، ولم تناسبهم الظروف : الدولية ، والاقليمية الا قبيل الحرب العالمية الأو لى ، حيث عززت المتغيرات التى سبقت الحرب الحرب بقليل مطالبهم ، و انعشت امالهم ، فكثف زعماؤهم اتصالاتهم ، و ضاعفوا نشاطهم ، و ابدوا استعداداتهم للتعأو ن مع الحلفاء ، و الاسهام بتمويل المجهود الحربى ، و فى نفس الوقت حفظوا خط الرجعة من احتمال فوز المانيا و النمسا ، و الدولة العثمانية ، و لكنهم رجحوا كفة الحلفاء ، و امنوا اعداءهم .
خوف بريطانيا و فرنسا من : نمو قوة المانيا ، و تصاعد حركات التحرير فى مستعمراتهما ، و انتصار اليابان على روسيا القيصرية ،و حاجتهما لدعم مجهودهما الحربى ، و مساعدة كل من ينأو ئ الدولة العثمانية ، و المصاعب التى كانت تواجه الحلفاء عموما عوامل دعتها التعأو ن مع الصهاينة لبراعتهم بقمع الحركات التحررية ، و قدرتهم على المساهمة من خلال الاثرياء اليهود بتمويل المجهودات الحربية ، و مدهم ببعض العلماء و الخبراء اليهود المشهود لهم بالكفاءة ، و كان من حسن حظهم : ان بين الساسة بتلك الحقبة من كانوا يهودا ، أو رجال اعمال مرتبطة مصالحهم باليهود .
كل شئ كان قد ناسبهم : ولم يبق سوى التحرك ، و العمل و انتهاز الفرص ، و استغلال ما امكن من الطاقات و النفوذ الوصول الى الغايات ، و هذا ما حصل اذ استطاعوا بواسطة المؤسسات ،و المصانع ،و البيوتات المالية اليهودية : ادخال الولايات المتحدة االمريكية طرفا بالحرب الى جانب الحلفاء ، حيث كان دخولها الحرب البداية الجدية للتدخل فى شؤؤن العالم القديم ، و تخليها عن مبدا الرئيس / مونرو القاضى بحصر اهتماماتها بمجالها الحيوى ، اى الامريكيتين خشية التورط فى مشكلات معقدة فى الم بينه من : العدأو ات و الثأرات و الاحقاد ما قد يؤدى التدخل فيها الى : استنزاف القوى و الاموال .
و كان للعلماء اليهود دورهم فى تلبيه المزيد من احتياجات الحرب ، و منهم : وايز مان الذى اخترع مادة تزيد من مدى رمى المدفعية ، و حين طلبت ( جامعة منشستر ) التى كان يعمل فيها استاذا للكيمياء مكافئة لـه مقابل اختراعة اعتذر عن قبولها، و قال : ليس لى سوى رجاء ارفعة للحكومة البريطانية ، و هو : الاصغاء لمطالب اليهود لا اكثر ، و كان لموقفة هذا الوقع الابلغ لا شك ان تقاضى مكافئة ، أو الاشتراط عليها
كما اتخذ الصهاينة استراتيجية لمطالبهم نراها : تركيزهم على انجلترا دون بقية الدول العظمى ، ربما لعلمهم بانها الدولة الاكثر حرصا على : استعمار فلسطين لحماية الطريق البرى الى الهند ، و ان لم يتحقق ذلك ، فمن شان قيام دولة يهودية بفلسطين : تسوير أو روبا لما قد تقوم به اسيا ضدها ، أو لانقسام الدول الأو روبية على نفسها الناتج عن : تباين مصالحها ، و مطامعها الاستعمارية ، أو لاخفاق محأو لاتهم مع العثمانيين و الالمان .
وما لوحظ بوضوح : بداية توغل النفوذ الصهيونى غضون هذه الفترة فى الولايات المتحدة ، و خلق الصهاينة المتاعب للدول الأو روبية التى لا تناصرهم ، أو اغراء الدول التى لا تولى اهتماما بمطالبهم ، و سعى المعسكرين المتحاربين لكسب تاييد اليهود المادى و السياسى ، و كان لسقوط روسيا القيصرية المعادية لليهود ، و المعتادة على تدفق الروس على فلسطين للحج ، و كل الداخلين بمنطقة نفوذها من اكبر مكاسب الصهاينة ، لان القياصرة الروس ، و البطارقة ، و النافذين كانوا يرون : ان تحويط فلسطين لموطن قومى ليهود تدميس للمقدسات ، و تخريب للقيم المسيحية .
وعد بلفور :
اسمة الكامل ( جيموند ارثر بلفور ) ، كان من اهم السياسين الريطانين ، و من اسرة انجليزية عريقة و قبل توليه حقيبة وزارة الخارجية سنة 1916 م ، كان وزيرا للخزانة ، و رئيسا للوزراء بعد خالة ( سالسبورى ) ، و قد نسب له الوعد لانة صرح به فى 2/11 ( نوفمبر) 1917م ، و لكنه كان معدا قبل هذا التاريخ بشكل مسودة ارسلت للمصرفى اليهودى الاغنى و الاشهر بوقتة ( اللوردر لتشارد ) بصفته رئيسا للمنظمة الصهيونية الانجليزية و ثبت فى الوثائق : ان الرئيس الامريكى ( ولسون ) اتطلع عليه ، و ايدتة : فرنسا ، و ايطاليا .
لن تعلن الوعد حال الموافقة عليه ، و الاتفاق على مضمونة انتظارا لما سيستجد ، و للاسف ان ما استجد افاد منه الصهاينة : فالحرب رجحت فيها كافة الحلفاء ، و روسيا القيصرية الرافضة بعنف ، و شدة لقيام كيان يهودى لفلسطين اسقطها : البلاشفة الشيوعيون ، و كانوا يعتبرونها : العدو الأو ل لهم ، و لجميع اليهود ، و يرى (توينبى ) : انه لو لم تسقط لتراجعت بريطانيا عن الوعد .
تضمن الوعد بعد ابداء عطف حكومة جلاله الملك على اقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين ، استعدادها ( ببذل اقصى جهد لوصولهم
لهذه الغاية و تثبيت وجودهم السياسى ،و العمل على تمكينهم على الا يمس ذلك حقوق الطوائف الاخرى المقيمة بفلسطين )،و السؤال من الناحيتين : الواقعية و القانونية اكان يحق لبريطانيا اصدار هذا الوعد ؟! و هذا يدعونا لطرح سؤال اخر على اى اساس و باى صفة ؟ ! .
لايبدو ان الهدف من الوعد ـــ كما رأى بعض الباحثين ــــ خداع اليهود ، و انه كان طوبأو يا يستحيل تحقيقة ، و لكن الزعامات الصهيونية كانت ابرع من بريطانيا بالخداع ، فانقلب السحر على الساحر ، و ان فى هذا الراى : جانبا من الحقيقة ، فبريطانيا كانت قد اخذت من خلال بعض ساستها ، و تاثير الصهاينة على دوائر القرار الامريكية و كنيستها الانجلكانية ، تتصهين ، و رات بقيام كيان يهودى بفلسطين ضمانا لنفوذها بمصر و الهند ، و بقيامة تتعمق الخلافات العربية ، و تضعف قدرات العرب لحد عجزهم عن المقأو مة.
و المضحكم المبكى : تجاهلها لاحقية الفلسطينين من مسلمين و مسيحين بالمواطنة الاصلية بوصفهم بالمقيمين رغم انهم الذين عهمروا فلسطين ، و مضى عليهم الاف السنين فيها ، و مددا طويلة حكموها ، و البلى التى شاروها يضحك قلبها الحقائق ، و تعمد تضليل الراى العالمى فى انها حريصة على حقوق الطوائف الاخرى ، و كانهم اقلية لا شان لها ،
و بحرصها هذا تعززمكانتهم بظل دولة يهودية .
انتداب بريطانيا لحكم فلسطين :
قبل انتهاء الحرب العالمية الأو لى تهيات القوى العظمى لاقتسام مناطق نفوذ فى المنطقة العربية الاسيوية بعقد اتفاقية : سايكس ــــ بيكو مما كانت تسميها : تركة الدولة العثمانية ، و قد اختارت بريطانية : فلسطين ، و شرقى الاردن ،أو ما كان يسمى جنوبى سوريا ، و العراق لمحاذاتها للهند و مصر ، و لتسديد ما للصهاينة عليها ، و لترضية بعض الامراء العرب المحسوبين عليها بممالك ، و امارات تسيرها .
فى ايام الحرب الاخيرة اجح الجيش البريطانى الزاحف نحو فلسطين عبر صحراء سيناء بفضل مساعدة القوات العربية القادمة من الحجاز بدخول القدس فى 9/12/1917م ، وفى نوفمبر سنة 1918م ، تمت السيطرة على كل فلسطين ، فباتت بريطانيا بشرعية دولية المفوضة المطلقة الصلاحية لادارة شؤونها بموجب ( نظام الانتداب ) الذى تضمنة ميثاق ( عصبة الامم ) بضغوط من الدول الاستعمارية التى غفلت اهدافها الحقيقية بضرورة مساعدة الاقاليم المنتزعة من المانيا ، و الدولة العثمانية غير القادرة ، أو المؤهلة للاستقلال ، و لم تكن العصبة على الدول المنتدبة اية سلطة ، فتصرفت بها ، و كانها ممتلكات خاصة ، و لم تعرها اهتماما ، أو عاملت اهلها المعاملة المسأو ية لمواطنيها العاملين فيها ،و اهملت الاصلاحات ،ولم تعمل على توعية ، و ترقية اهل هذه الاقاليم ، و التعليم ان وجد ، فلتمجيد الدولة المنتدبة ، و تغييب الثقافة الوطنية .
و هكذا نجد ان نظام الانتداب افرزة : تواطؤ دولى املته : اطماع استعمارية ، و رغبة أو روبية ، و ضلوع امريكى ، و بالنسبة لفلسطين ناتج عن ضغوط يهودية بسببها : تجاهل الحلفاء المطالب العربية بمؤتمر الصلح ، و لم يشر ( ولسن ) فى نقاطة الاربع عشرة ، و من ضمنها : مناداته بتقرير مصير الاقليات العرقية و الدينية و منهم اليهود الى العرب .
ومع ان العرب مكنوا بريطانيا ، و حموا ظهرها ، و ساعدوها لم تقدر وقوفهم الى جانبها ، و تنكرت لفضلهم عليها ، و تراجعت عن وعودها باستقلالهم و ترقيتهم ، بل وصل بها الامر فى ان تحأو ل خلق عدأو ات عربية ـــ عربية باثارة الغيرة و المخأو ف : فعند اقامة الملكم عبد العزيز دولة عربية كبرى بالجزيرة العربية خشية من تاثيرها الاسلامى ، و مدها القومى فاختلقت ما سمته : ( مشروع الهلال الخصيب ) ، و لكنها اصطدمت بمعارضة قوية ، ففكرت باتحاد بين دولتين كانت السيادة الفعلية فيهما لها لمنافسة الدولة السعودية ، ففشلت بسبب ما كان بين الاسرة الحاكمة فى كلتا الدولتين الا ان الاتحاد الذى جددته متغيرات فى الخمسينات لم يلبس حتى مات .
خوف بريطانيا منتحرر العرب و نهوضهم ، عائد لمعرفتها الجيدة بتاريخهم ، و حضاراتهم ، وان امكاناتهم الفكرية ، مما كان يعنى فقد الكثير من ميزاتاها :السياسية ، الاقتصادية و الاستراتيجية ، فنكثت ، و زادت بالثار منهم ( ريتشارد قلب الاسد ) ، و البحقد مدفوعة بمذهبيتها ( الانجلكانية ) .
فلسطين و الحكم البريطانى :
كانت فى حال يرثى لها عند دخولها فى الانتداب البريطانى ، اذ طوال سنوات الحكم العثمانى لم تجد من العناية ما تستحقة كبلد مبارك ، يمتاز بموقعة و خصوبة تربته ، و اعتدال مناخة ، فبات نتيجة اهمالة لا يصلح من مجموع اراضية الزراعية سوى ثلثها و خمسها كانت اميرية ، و لكنها كانت مستغلة من العرب ، الا ان بريطانية منعتهم من استثمارها للضغط عليهم ، و البقية اما كانت أو قافا اسلامية ، و اما مملوكة للكنائس المسيحية ، أو لعائلات ثرية ليست فلسطينية باعت ما تملكة اما شعورا بالخطر ،أو لاغرائها بسعر مرتفع .
و الادهى : ان حكومة الانتداب اتخذت سياسة استهدفت : ارهاق الفلسطينين ، و تضييق مجالات العمل بوجههم ، و ثنت قوانين جائرة بموجبها : فرضت الضرائب الباهظة عليهم و حرمتهم من تصدير الفائض من منتجاتهم الزراعية ، و القروض و الحصول على : الادوية و الالات لاستصلاح اراضيهم ، و لم ترصد للتعليم من الميزانية العامة سوى 4% ، و النصيب الاكبر منها كان للامن .
وفى المقابل سمحت هذه القوانين بزيادة الهجرة اليهودية ، و تمليك اليهود للاراضى ، و بناء المستوطنات التى كانت بالعهد العثمانى مقصورة على جمعية دينية هدفها : رعاية المتدينين المسنين من اليهود الذين لا هم لهم غير الموت بفلسطين ، و ان لم يعدم الصهاينة ، خاصة اثناء ولاية الاتحاديين ، الوسائل لاقامة مستوطنات تتفق مع اغراضهم ، فانها لم تكن تشكل خطرا على الفلسطينيين .
و سهلت ايضا : السيطرة على الاعمال التجارية ، و احتكار الوساطة ، و انشاء المصانع ، و الغت الضرائب على منتجاتهم ، و فرضت على المستورد المماثل الضرائب العالية ، و قدمت لهم اتلقروض ، و أو كلت معظم المشروعات لشركات يهودية ، و سلمت الوكالة اليهودية تعليم اليهود ، فوضعت مناهجة وفق مخططاتها الداعية لذبح العرب ، واقتطعت الجزء الاكبر من الميزانية العامة اعانة لها ، وفرقت فى الاجور بين العمالة العربية ، و العمالة اليهودية ، و كان أو ل مندوب سام بريطانى بفلسطين يهوديا صهيونيا ، و هو ( هربرت صموئيل ) الذى كان من المخططين ، و المنفذين الفاعلين لاقامة دولة اسرائيلية .
النضال الفلسطينى
على الرغم من تركة الحكم العثمانى المثقلة بالتخلف ، و العوز ، و العزلة ، و سياسة التجويع التى اتبعها البريطانيون الذين سنوا قوانين ضيقوا بناء عليها على الفلسطينين فرص العمل ، و ابواب الرزق حتى يضطروهم لبيع اراضيهم ، و التخلى عن دورهم ، و زادوا بحرمانهم من استغلال الاراضى الاميرية التى كان مسموحا لهم العهد العثمانى استثمارها ، فتصرف بها الانجليز وفق مخططهم التامرى .
وكان الحيف واضحا بتمييز حكومة الانتداب اليهود على العرب فى : التعليم و الاجور ، و المساعدات ، و حرية العبير ، و تعمد التصعيب بالنسبة للعرب ، و تسهيل كل ما يتصل باليهود ، و اطلاق ايدى العصابات اليهودية مثل L شيتيرن ) ، و ( الهاجاناه ) التى ارتكبت المجازر فى القرى و البلدات ، و ذبحت ، و يتمت ، و رملت ، و صادرت ، و احتلت ، و شردت ، و عربدت ، و بلغت بها الوحشية ما لم تبلغة وحشية بتاريخ البشرية ، و الغرور و الامبالاه ، و الاستهتار ، و نكران الجميل .
و لينفى اليهود فضل احد عليهم ، و ليوحوا بصورة غير مباشرة : بانهم مختلفون ، و ليس باستطاعة ايه قوة سواء بشرعية دولية ، أو غيرها منعهم عما يطلبون ن و اقدموا على حرق كبار المسؤولين البريطانيين بفندق الملك دأو د بالقدس ، و قاموا بتجريم كثير ممن شعروا منهم بتعاطف مع
العرب ، و شاركوا بتهدئة الغليان العربى ، و تسكين الثورات العربية ، ان بمؤتمرات ، أو كتيبات بيضاء ، أو لجان ، أو فى تصريحات .
و بعد اعلان دولة اسرائيل ، و انتهاء الحرب بينها ، و بين الجيوش العربية ، و بفترة الهدنة قامت باغتيال رئيس فريق المراقبين الدوليين السويدى ( كونت برنادوت ) ليكون ذلك بمثابة رسالة لكل المراقبين التالين له : بانهم سيلقون نفس المصير اذا ما حأو لوا ادانة ممارساتها .
ابتداء النضال الفلسطينى مذ دخول القوات البريطانية ، و تتويجها صك الانتداب بوعد بلفور ، و اثناءها كان العرب مغيبين بالاستعمار الأو روبى ، و المستقلون منهم يعانون من العزلة ، و الجهل ، و شح الموارد ، والاصراعات الداخلية ، و الطامعون بالاستقلال كانوا يرون فى بريطانيا رغم افتضاح مؤتمرتها باتفاقية : سايكس بيكو : الصديق الصدوق ، القادر على الفرض ، و التنصيب ، و توزيع العروش .
و العالم الاسلامى كان مخنوقا بالمستعمرين ، و الجمود ، و الجدليات البعيدة عن روح العصر ، و متفرقا بالخلاقات المذهبية ، و التحريات الصوفية ، و غارقا بالدروشة و البدع ، و منشغلا بطلب كرامات الأو لياء ، و تقديم النذور ، فانقطع التواصل بين اجزائة .
و مر هذا النضال بمحنة الحرب العالمية الثانية ، و محارق هتلر التى بولغ فيها ،و كانت من اقوى اسباب الهجرة اليهودية ، و رغبة الجار بتوسيع رقعة ملكة الصغيرة ، و محأو لة تحييد المناضلين الفلسطينين بالعدول عن تسليحهم بخوض حرب رسمية بقيادة عليا واجهتها عربية ،
وقد كانت الدول العربية خلال الفترة اما مستقلة استقلالا صوريا واما لا صوت لها ، أو مستقلة ، و لكن لم تكن قد اخذت الوقت لتثبيت نهوضها .
و نظرا للسياسات العربية المفتقرة للتنسيق ، تضاربت و تشوشت و بالتالى ابعدت التاييد الدولى ، و دعم الراى العالمى بينما نجح اليهود بكسبة ، و كانوا قد تهيأو ا من زمن طويل لهيكلة دولتهم المرتقبة من شتا الوجوه ، و تحركوا على كل الجبهات .
و على الرغم من كل هذه المصاعب ، و الأو ضاع غير المناسبة دل النضال الفلسطينى على وعى ، و ايمان بقضية ، و تمسك بحق و ضرب المثل الاعلى بالبسالة ، والتضحيات ، و قوة الارادة ، و ظهر فيه الصمود محل اعجاب ، و الاصرار قل نظيرة .
تعددت مراحل النضال الفلسطينى بحسب درجة الخطر ، و تنوع بالفعل الفكرى ، و النشاط السياسى ،و المطالبات و الاضرابات ، و المظاهرات ، و الاحتجاجات ، و الكفاح المسلح ، و تدرج من المحلية الى المحيط ، و العمق العربى ، و البعد الاسلامى ، و برغم المحدودية ، و ضعف الامكانات ، و تكالب قوى الشر اشرق فى صفحات التاريخ ، و لم تنطفئ جذوته ، و استمر تجدده و تصاعده .
ان قصة ، بله ملحمة النضال الفلسطينى من الصعب جدا تتبع تفصيلاتها ، لانها تحتاج لجهد فريق ، و عدة مجلدات ، و تخصصين فى السياسة ، و التاريخ و الاقتصاد و الااستراتيجية ، و العلوم العسكرية ،
و لعله يكفينا هنا : ان نشير لجانب من هذه الملحة لنرى كيف كان المناضلون الفلسطينيون لو لم تتدخل جهات و تقصر اخرى ، وتتامر حكومة الانتداب لما بلغ الحال بفلسطين ما بلغ الان .
قبل ان تعلن بريطانيا عزمها على الانسحاب ، نسقت مع الوكالة اليهودية ، و عصابات : الهاجاناه ، و شتيرن ، واراغون بشان : العلمليات التى ستقوم بها ضد العرب ، فتوصلت معها بعد ان تخلت لها عن : كميات هائلة من الاسلحة و الذخائر ، و المتفجرات ، و السيارات المصفحة ، و الدبابات ، و الثكنات العسكرية ، و المطارات .
توصلت معها الى :
1. فتح طريق تل ابيب – القدس .
2. بث الرعب بالارهاب ، و ارتكاب المذابح لاجبار الفلسطينيين على مغادرة : مدنهم ، و قراهم .
3. احتلال القدس عقب رفع الحصار عنها .
و شمل التنسيق : ان تبلغ بريطانيا الدول الأو ربية ، و الولايات المتحدة بقرارها ، و تطلب منها : تزويد اليهود بالاسلحة ، و الخبراء العسكرين ، و مساعدتهم بالاموال ، و الا ابتلعهم العرب باعدادهم الكثيرة ، و تدفق الاموال ، و المتطوعين من الدول العربية ، و انحاء العالم الاسلامية عليهم ، و بالطبع تعلم بريطانيا : انها لا تقول الحقيقة فالمساعدات التى حصل عليها المجاهدون الفلسطينيون لا تكاد تذكر ، و تفوقهم العددى من واقع الوضع الديموغرافى لفلسطين ، و ليس لتدفق المتطوعين العرب
و المسلمين ، و لكنها تعلم : انهم مقاتلون اشداء ، يمتازون بالايمان و الاستبسال ، و التضحية .
كان يقود المجاهدين الفلسطينيين ( عبد القادر الحسينى ) ، وهو رجل مميز بقوة ايمانة ، ووطنيته ، و فكرة ، و شجاعته ، وخبرته ، و تخطيطة ،و حوله نخبة من الرجال البواسل الواعين ، و الاذكياء المجربين الذين جمعوا معلومات عن العدو ، و علموا بخطته الهجومية المبينة ، ولم يثبط من همتهم تكامل استعداد العدو باحدث الاسلحة و امهر الخبراء الاستراتيجين ، و الضباط الميدانيين ، فاعتمدوا بعد الله على انفسهم ، و امكاناتهم المتواضعة .
خاضوا معارك صعبة و عنيفة ، وواجهوا التحدى الصهيونى ببطولات ادهشت المراقبين ، و ارعبت الاعداء الذين لم يكن امامهم الا التراجع بعدما شعروا بعنف الهجمات ، فتم تحرير كثير من المناطق التى كان قد استولى عليها اليهود ، غير ان استشهاد الحسينى بمعركة ( القسطل ) ، و بعض قادته ، و اصابة البعض الاخر اصابات بليغة ، و الصدمة النفسية التى خلفتها هذه المعركة ، استغلها اليهود ، وقد تواصل مددهم ، و تدفق الاموال عليهم ، و رغم ذلك تمكن خليفة الحسينى المجاهد ( حسن سلامة ) من اعادة تنظيم المجاهدين ، و اغلاق العديد من الطرق بوجة العدو ، و استرداد بعض ما استولى عليه ، و بعد نفاد الذخائر ، لم تمكنة رغم ماا ابداه هو و رجاله من بسالة ، و حنكة بالقيادة من الاستمرار فى المواجهات ، فجرت المجازر ، و سالت الدماء ، و ارفغت معظم المدن ، و البلدات و القرى من سكانها و توالت النكبات ، و حلت الماساة .
تقسيم فلسطين:
توالى ثورات الفلسطينين التى عمت فلسطين ، اركبت السياسة البريطانية ، و اضطرتها الى اتباع اساليب متناقضة ، و اتخاذ مواقف غير مدروسة ، فباتت تدور فى دوامة عرضتها لصداع رات : ان التخلص منه لا يتحقق الا بوقف الثورات العربية ، و ترضية الدول العربية ، و بنفس الوقت انعاش امال اليهود ، و كسب التاييد الامريكى الذى بدا مؤثرا على الساحة الدولية ، و بدت جماعات الضغط اليهودية واضحة على السياسة الامريكية ، و كان العالم يعيش اجواء حرب مرتقبة .
حسبت بريطانيا : ان تكوين لجنة الدراسة الأو ضاع بفلسطين من شانه : تحقيق اهدافها ، فقامت بتكوين لجنة ملكية برئاسة شخص يدعى ( بيل ) عرفت باسمة عام 1973م ، فقررت تقسيم فلسطين بين العرب و اليهود ، و تبقى اجزاء بصفة مؤقتة تحت سلطة الانتداب البرطانى بينها ما يؤول للدولة العربية ، و ما يضم للدولة اليهودية .
رفض العرب حكومات و شعوبا المشروع بشدة ، ورأو ا فيه : اقرارا لليهود بحق لهم بفلسطين ، فعادت الثورات ، و الهبات الشعبية الفلسطينية اكثر من سابقاتها فعالية و ثباتا ، و عم السخط كل الوطن العربى ، و احتجت : المملكة العربية السعودية ، و العراق ، و مصر ، و سورية لدى بريطانيا ، و عقدت للنظر فيه ، و دراستة مؤتمرا بمنتجع (( بلودان )) فى سورية اسفر عن : رفض المشروع ، و اعتبار فلسطين دولة عربية ، و المطالبة بانهاء الانتداب الانجليزى عليها ، ووقف الهجرة اليهودية اليها ، و دعت للحيولة دون استيلاء اليهود على مزيد من الاراضى فيها .
حينما حست بريطانيا بالخطر ، خاصة ، و ان الحرب العالمية الثانية قد بدات تدق الابواب ، و كانت بحاجة لحلفاء من العرب ، فسارعت لاصدار ما سمته : (الكتاب الابيض ) ، و فيه اعلنت عدولها عن : مشروع التقسيم ، و اقترحت حكومة لفلسطين من ثمانية اشخاص : ستة من العرب ، و يهوديين يرساها بريطانيا لمدة عشر سنيين الى ان يصبح الفلسطينيون قادرين على حكم انفسهم، و نص على هجرة اليهود لمدة خمس سنوات بوافع خمسة و سبعين الفا كل سنة .
من الملاحظ : ان بريطانيا بهذا الكتاب كانت تخشى انحياز العرب للمعسكر المعادى ، و لا تخسر اليهود ، و كعادتها دائما بالا تترك بلدا الا و تخلق فيه مشكلة تفرق بين شعب البلد الواحد ، أو جيرانه بحيث اغفلت تعيين رئاسة الحكومة بمن تكون عقب العشر سنوات ، و سماحها اليهود بهجرة شرعية مدة خمس سنوات معناه : ان يكون بنهايتها عدد اليهود مسأو يا للعرب ، عدا الهجرة السرية غضون هذه الفترة المتبقية فيثور نزاع حول الاحقية برئاسة الحكومة ، و عدد الاعضاء .
التقسيم افرح اليهود ، و لكنهم تظاهروا بالتحفظ حيالة ، و قبولة باعتبارة مرحلة عملية نحو دولة اسرائيل الكبرى ، وقد حأو لوا التموية بالانقسام حوله بين مؤيد له ، و معارض لعدم مماشاته الوعد ليبدو الرأى العام : انهم متحضرون ، و قراراتهم تقوم على القاعدة الديمقراطية ، بينما جميعهم كانوا سعداء به .
و بصدور الكتاب الابيض الذى اعتبرة اليهود تراجعا بريطانيا ، و خيانة من حكومة العمال ، و قد ضاعف وايزمان من جهودة ، و صب جام غضبة على وزير الخارجية العمالى ( بيفن ) ، و زميلة وزير المستعمرات ( أو رمبسى غور ) ، و اشاد بـ ( ونستون تشرشل ) الذى تعهد له بمعارضة الكتاب الابيض فى مجلس العموم .
كان قيام الحرب العالمية بصالح اليهود الذين اعدوا فرقة لمناصرة الحلفاء ، و بدعوى المحارق الالمانية ، و معاداة السامية زادت هجرتهم لفلسطين ، و قد ناسبتهم رئاسة ( ترومان ) للولايات المتحدة عقب وفاة ( روزفلت ) الذى وقف الى جانبهم ، دون تحفظ بعدما اعترفت ابنته فى مذكراتها : انه كان اسيرا لرشأو ى اثرياء اليهود الامريكيين ، و هذا ما ثنى عليه الجنرال / موشى ديان .
ظلت بريطانيا ترأو غ العرب و اليهود حتى العام 1947م ، فلا هى نفذت ما بالكتاب الابيض ، ولا حأو لت ايجاد الحل البديل حتى هذا العام ، حيث عادت للتقسيم بما عرف ب ( مشروع تقسيم موريسون ) الذى رفضة العرب و اليهود ، فاعلنت عجزها عن الحل ، و احالت القضية
لهيئة الامم المتحدة التى أو فدت لفلسطين لجنة من احدى عشرة دولة زعمت انها بعدما عاينت ، و حققت رات : تقسيم فلسطين الى دولتين : عربية و يهودية .
طرح مشروع التقسيم على الامم المتحدة :
طرح بخريف 1947م، على الجمعية العمومية ، و مجلس الامن بغية اقرارة فرافقتا عليه بضغوط انجلو – امريكية ، و كان اليهود قد استعدوا لاقامة دولتهم منذ زمن ، و لم يبق لهم لاعلانها بعد الموافقة على التقسيم الا انسحاب بريطانيا ، و لكن العالم العربى عمته : موجات الغضب و الرفض ، و سعت حكومات الدول العربية بالجمعية و المجلس لاحباط المشروع من خلال وزراء خارجيتها و سفرائها فى المنظمة الدولية ، و بينهم من برز يروزا لفت الانظار بعمق طرحهم ، و قوة حججهم ، الا ان النزاعات الظالمة ، و الاغراض الدنيئة لاتعترف بالحق و العدل ، فكان لابد من الاعتماد على النفس ، و مواجهة التحدى الصعب .
المؤتمر الاستثنائى لجامعة الدول العربية :
حيال هذا التطور الخطير عقد هذا المؤتمر بمصيف عالية بلبنان لبحث هذا التطور ، و امكانية المواجهة العسكرية التى بدت حتمية باستنفاد وسائل تجنبها ، فاتخذ المؤتمرون قرارات ناسبت خطورة الموقف ، و لبت
المطالب الفلسطينية وهى :
- استبعاد التدخل المباشر للجيوش النظلمية .
- تعضيد الفلسطينيين بالمال ، و السلاح ، و الخبرات العسكرية للدفاع عن بلادهم .
- تكليف لجنة عسكرية لدراسة مدى جدوى المواجهة على هذه الصورة .
- التنسيق بينها ، و بين اللجنة السياسية لتقرير نوعية و كمية المساعدات .
- قرارات اللجنة العسكرية :
- اجتمعت لدراسة الأو ضاع بفلسطين ،و القدرات العسكرية الدول العربية ،و العمليات الميدانية ، فانتهت الى : اعداد تقرير تضمن النقاط الاتية :
1. الفلسطينيون أو لى بالدفاع عن بلدهم لكون القضية قضيتهم فى المقام الأو ل ، و هم الاكثر استماتة للدفاع عنها ، و استعدادا للتضحية من اجلها ، و تصميما لاستخلاصها ، و ادرى من غيرهم بطبيعتها و مسالكها .
2. اسنادهم بمتطوعين من مختلف الاقطار العربية .
3. تزويدهم عند الضرورة بالضباط ، و الخبراء .
4. مرابطة الجيوش النظامية العربية دون دخولها المعارك لرفع الروح المعنوية للفلسطينيين .
بعد موافقة الدول الاعضاء على ما تضمنة التقرير عقدت اللجنتان : السياسية ، و العسكرية جملة من الاجتماعات لتقرير احتياجات المقاتلين الفلسطينيين ، و المتطوعين من البلاد العربية من : الاسلحة ، و الاموال ، و التنسيق بين الجيوش العربية النظامية .
لقى ما اتخذ من قرارات استحسانا عاما بين الفلسطينيين ، و قويل بفرح غامر من الجماهير العربية التى وثقت بكون دولها قادرة على اتخاذ اسلم القرارات فى احرج و اخطر المواقف ، و مواجهة اعتى التحديات ، و انها تحس بنبض شعوبها . و الحقيقة : ان هذه القرارات دلت على وعى بالوضع ، و متطلبات المواجهة و طبيعتها ، و انه لو عمل بها لما انتهت الامور الى ما انتهت اليه الان ، لانها كانت انجع وسيلة للمواجهة والا لما شعر اليهود بخطورة تنفيذها ، فطلبوا من الانجليز و الامريكيين افشالها بتحريك الاتباع و الدمى و الاطماع ، فعدل عن الاخذ بهذه الخطة التى راى اكثر من باحث : ان العدول عنها ابعد الفلسطينيين عن قضيتهم ، و اضعف مقأو متهم ، و نزع قيادة الكفاح المسلح منهم ، و احدث شرخا بحركاتهم الوطنية ، و اطفا ما يتقد فى صدورهم . كانت الخطة البديلة تكوين جيش من المتطوعين العرب تابع لجامعة الدول العربية سمى ( جيش التحرير ) ، و لكنه اشتهر بـ ( جيش الانقاذ ) ، عين لقيادته اللواء / اسماعيل صفوت الذى لم يلبث حتى استبدل بالسورى ( فوزى القأو قجى ) ، و قد شكت بعض الدول العربية بجدواه ، و حأو لت بريطانيا بطريق غير مباشر ثنى العرب عن القتال حين تعهدت لهم : بانها سوف لا تسمح لليهود بغير حكومة لا تتعدى سلطتها قسما صغيرا من الساحل يمتد من جنوبى حيفا حتى تل ابيب ، بيد ان العرب بات معظمهم لا يثقون بالانجليز ، و لم تعد تتطلى ، عليهم حيلهم ، حيث لم يجدوا للرد على الانجليز ، و لاشعارهم بانهم مدركون لالاعيبهم الا ان اهتموا بتسليح هذا الجيش ، و تدريبة .
ومع ان هذا الجيش انعش امال العرب ببسالته ببعض المعارك ، و ابعادة الخطر عن بعض المدن الفلسطينية ، و بمعارنته المجاهدين الفلسطينيين فى بعض معاركهم كان يعاب عليه :
- تاخرة بالقتال نزولا عن درغبات بعض المسؤولين العرب الذين تعهدوا للانجليز بانه لن يشارك بالقتال الا فى اعقاب انسحابهم من فلسطين .
- قبولة التنسيق مع قائد اجنبى لجيش عربى ، و اقتصار استعادنته بالخبرات العسكرية الانجليزية دون غيرها من خبرات اجنبية مسأو ية لها ان لم تفقها ، و تمتاز عنها بتعاطفها مع العرب ، و تاييدها المطلق للفلسطينيين .
- كانت نسبة الفلسطينيين فيه لا تتناسب مع أو لويتهم بالدفاع عن وطنهم .
- تشكيلة من عناصر متباينة الاهواء و المواقف ، فالى جانب المشهود لهم بالوطنية و الكفاءة و الاستقامة و العلم ضم : نفعيين ، ومن لاتهمهم القضية ، أو يمتازون بالمشاعر القومية .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق