يدعى اليهود : ان لهم حقا الهيا بفلسطين فى وعد ابراهيم عليه السلام بارض كنعان ، و هيكل سليمان ، و تاريخيا فى العبراينيين ، و مملكتى : يهوذا ، و السامرة .
والقرون الكثيرة التى عاشوا اثناءها فيها – على حد زعمهم – وقد وقع عليهم ظلم عانوا منه ، ومن اثاره : معاملتهم فى البلدان التى نفوا اليها بدونية ، و بينها من : كلفتهم باعمال السخرة ، ومارست الاذلال عليهم ، وهذا ما سنحأو ل بيان بطلانة ، ولكننا قبل ذلك نرى من المناسب : الوقوف قليلا عند التسميات التى سميت بها : فلسطين التى طغت على الاسمين السابقين .
كانت تعرف بالارض الواطئة ، ربما لوقوعها على سهول ينحدر القادم اليها من كل الجهات ، وان تخللتها : بعض التلال و الجبال ، فبالنسبة للمتجة نحوها تبدو منخفضة ، وتمتاز : بخصوبة التربة ، ووفرة المياة ، و استراتيجية الموقع لربطها ، اسيا بافريقيا ، و توسطها العالم القديم ، و لكنها مع ذلك ظلت شبة خالية ، و غير عامرة لعجز اى من المتصارعين : حسم الصراع لصالحة الى ان حسمه الكنعانيون لصالحهم ، فاصبحت معروفة ب (ارض كنعان )
اما اسم فلسطين الذى طغى ، فيعود الى ( قبيلة فليستا ) ، أو ( الفلستينين ) ، وقد ابدلت ( التاء ) ب ( الطاء ) ، وفى اغلب اللغات الأو روبية : تنطق و تكتب ( Plastine) ، و الحقيقة انه ، وان غلب مسمى : فليستا ، ، فقد شمل مجموعة القبائل القادمة من جزيرة ( كريت )
التى سكنت المنطقة الممتدة من : يافا الى عكا ، و استطاعت التغلب على بنى اسرائيل ، و لكن هؤلاء عادوا ، و تغلبوا عليهم ، فغابوا عن الاحداث ، و لم يبق لهم اثر .
الوعد
الوعد كان لابراهيم عليه السلام و ذريته من : اسماعيل ، و اسحاق ، و لا يقتصر على نسل يعقوب ، أو فقط معتنقى : الديانة اليهودية ، و معلوم : ان ابراهيم ابو الانبياء ، ومنهم محمد صلى الله عليه و سلم ، وقد قال تعالى : ( واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال انى جاعلك للناس اماما ، وقال : ومن ذريتى ، قال : لا ينال عهدى الظالمين ).
لقد كافاهم – سبحانة – فانقذهم من بطش فرعون ، و اطعمهم بعد جوع ، ورغم عصيانهم لموسى عليه السلام ، و تعييرة ، و عبادتهم لعجل السامرى المصنوع من الذهب ، و امهلهم : فنجاهم من النكبة ، واذل اعداءهم ، ومكنهم بالقوة و السلطان ، و لكنهم لم يشكروا ، وارتدوا للوثنية بعبادة بعض الاصنام ، وقد قتلوا الانبياء ، و ذبحوا الاطفال ، ولم يرحموا الشيوخ ، و بقروا بطون الحوامل ، و قطعوا الاشجار ، و حجبوا الارزاق .
ان الارض لله يورثها من يشاء ، و الاستخلاف للذين امنوا ، و عملوا الصالحات من عبادة ،و اليهود جحدوا ما جاء به موسى ، وافتروا وتامروا عليه ، ولما لم يوافق عيسى اهواءهم حاربوه ، وكادوا له ، و عنصروا العقيدة اليهودية ، وداسوا القيم ، وزوروا التاريخ ، واغتصبوا و شردوا ، و ارتكبوا المجازر ، و سلبوا الاموال ، وهتكوا
الاعراض .
ثم ان الوعد قد تحقق للعرب الذين هم من ذرية : اسماعيل بن ابراهيم قبل الاسلام فى الهجرات البشرية من الجزيرة العربية منذ الالف الثانية قبل تدوين التاريخ على اثر انحباس الامطار عنها ، وتحولها بالتدريج الى الجفاف ، وبعد الاسلام فى الفتوحات العربية ، ووثبات غالبية سكان فلسطين ، سواء من كانوا فيها قبل فتحها من عرب و غيرهم ، وبعدة من العرب الذين هاجروا اليها ، واستقروا فيها ، ثباتهم على العقيدة الاسلامية خمسة عشر قرنا ، واعتراف اليهود بابوة ابراهيم لاسماعيل لم يمنعهم من المفاضلة ، و الافتراء على الله ، و تكريس التفرقة ، وتقديم الابن الصغير على الكبير من غير مسوغ سوى : ان ام اسماعيل مصرية اذ جاء فى الاصحاح السابع عشر من سفر التكوين ما نستخلص منه : ان الرب امر ابراهيم بتغيير اسم زوجه ( ساراى ) الى سارة ) ، ووعده منها ابنا ستكون منه الامم و الملوك ، سالة ابراهيم : واسماعيل ، وها هو : ماثل بين يديك ، اجابة الرب : ساباركة و انمية ، و اجعل منه امة عظيمة ، ولكن سارة ستلد لك ( اسحاق ) الذى عهدى سيكون له ، و لنسله من بعده ، و ذلك من غير ايضاح السبب لحرمان اسماعيل .
و يذهبون لاكثر من هذا بقصة الفدى فيجعلونه فى اسحاق لا اسماعيل ، و يبدلون مكانه من مكة الى برية بئر سبع ، و استطاع
الصهاينة : ان يقنعوا اليهود فى العالم بعدم انتساب النبى محمد عليه الصلاة و السلام لاسماعيل بهدف : نفى حق العرب و المسلمين بفلسطين ،وهم بذلك يطلبون مالا يقرهم عليه حتى من سبقوهم من اليهود ، فالنبى محمد يتصل نسبة بمعد بن عدنان عن طريق كنانة ، و عدنان جدة الاعلى : اسماعيل بن ابراهيم ، عليهما السلام ، وقد قال عليه افضل الصلاة ، و ازكى التسليم : ( ان الله اصطفى من كنانة قريشا ، و اصطفى من قريش بنى هاشم ، واصطفانى من بنى هاشم فانا خيار من خيار ).
و يزيدون بقرن الوعد باصطفائهم كشعب مختار ، وهو ما يرون فيه : استعبادهم للاخرين ، وتنزيههم بحيث لا تنالهم العقوبات مهما بلغ ارتكاسهم فى الموبقات ، وما يحق لهم لا يحق لغيرهم ، وعنهم ترفع الذنوب و الاثام ، وهذا يبيح لهم : الاغتصاب ، و التعالى ، و القتل ، وما يستطيعونه بالقوة و العنوة ، والا بالغدر ، و الخيانة ، و التضليل ، و الاحتيال .
و التوراة التى كتبت بعد وفاة موسى بعشرين قرنا صورتها الحالية ايضا : مختلفة عن تلك الموضوعة قبل عشرين قرنا ، فبحسب ما كانت تتطلبة المواقف و المستجدات يغيرون و يبدلون ، فبدت مكتوبة فى ازمنة متفأو تة ، و اقلام متعددة وقد تخالتها خيالات ، و مفارقات ، تاثرت باحداث متباعدة زمانا و مكانا .
يضاف الى ما تقدم : ان اليهود كانوا يرون : ان الوعد سيتم على يدى المسيح المنتظر الذى سيعود الى أو رشليم ، ولما طال انتظارهم
له قالوا فى التلمود : سيظهر حينما تنبت الارض : الفطر ، و الملابس و القمح الذى بحجم كلأو ى الثيران ، و لكنهم رأو ا : الغاء ما امنوا به من ان هذه : علامات ظهور المسيح باعتبارها : مستحيلة ، و الحقيقة : انهم تعجلوا ما زعموه : وعدا فانكروا ظهور المسيح ، ودعا الصهاينة منهم : الاستيلاء على فلسطين ، ولا تزال طائفة منهم تعارض قيام دولة اسرائيل انتظارا للمسيح ، و طرح الارض الفطر ، و الملابس ، و الحبوب التى الواحدة منها بحجم كلية الثور .
وفى التوراة و التلمود نجد تناقضا فى صيغ الوعد ، ولعلة يكفى ان نضرب مثاين :
- الوعد اختلف : مرة على مد النظر ، واخرى ارض كنعان ، وثالثة : من النيل للفرات .
- حفولها بالاساطير و الخرافات ، و الدعوات للبغضاء ، و الاغتصاب و ممارسة الرذائل و المعاصى ، و التنكيل ، و العنف ، و التعدى من المستحيل : ان توحى لنبى .
- وهكذا يتضح : ان فظائع اليهود ، ومظالمهم ، و انحرافهم عن عقيدة موسى ، ومخالفتهم تعاليم السماء ، و تزويرهم التوراة ، و قتلهم الانبياء ، اسقطت انسانيتهم ، فكرههم جيرانهم ، وظلوا فى صراعات معهم ، و تسلطت عليهم الامم ، ووقع عليهم سخط الله ، وتفرقوا فى الارض اذلاء منبوذين ، و لكنهم عادوا الى سيرتهم الأو لى بشكل اخطر .
وبزى مختلف ، وبوجه ايتدراجى ، و تخطيط ان لم يتناد العالم لاحباطة ستحل الماسى ، وتشتعل الحروب ، و يعم الجوع و الخراب .
الهجرات السامية
فى العصر الذى بدات تختفى فيه العيون و الانهر من شبة الجزيرة العرب ، و ينحبس المطر ، ويزحف الجفاف ، اخذ سكانها ، و جميعهم كانوا من الجنس السامى ، وعلى شكل موجات بشرية ، وفى أو قات متقاربة و متباعدة ، و احيان نشطة ، و اخرى يعتريها : الفتور ، أو تتوقف لبعض الوقت ، ولكنها استمرت لدوافع اقتصادية ، و روحية ، و سياسية .
اخذوا ينزحون فى هجرات ، يهمنا منها هنا ما كان قد جرى فى اعقاب هذا العصر لدافع اقتصادى فى المقام الأو لى نحو اضفة الانهار ،
و مواضع الخصب كمصر ، و بلاد الشام ،و بلاد ما بين النهرين التى استقربها القوم الذين ينتسب لهم ابراهيم عليه السلام الذى كان مسلما حنيفا ، ولم يكن يهوديا ، أو نصرانيا ، ومنها تمددت هجراتهم الى بلدان ، وقارات اخرى .
الكنعانيون :
قبيلة عربية سامية نزحت من جزيرة العرب عام 2000 ق.م ، فحلت بالارض الواطئة التى صارت تعرف بارض كنعان بعد ان بسطت عليها سلطتها ، و عمرتها ، و زرعتها ، و حفظت امنها ، و تعايشت معها كثير من الاقوام ، و منها : يتفرع : اليبوسيون ، و العموريون ، و الحماميون ، و غيرهم ، ويمت لها برابطة الدم ( الفينيقيون ) الذين بلغوا بالتجارة ما لم تبلغة امة سبقتهم ، وفى العديد من القرون بعدهم ، وقد جابت اساطيلهم بحار العالم القديم ، واسسوا المدن و الممالك ومنهم : القائد ( جنيعل ) الذى طالما هزم جيوش روما الجرارة ، وكاد يستولى عليها .
اشتهر الكنعانيون ببناء المدن الحصينة مثل : اريحا ، وبيسان ، و غيرهما، و بلغوا بالزراعة و الصناعة مرحلة متقدمة بمعيار زمانهم ، و النشاط التجارى بواسطة القوافل من بلاد ما بين بلاد النهرين ، و سواحل البحر الابيض المتوسط و بالعكس ، وبانهم اقوياء اشداء ، حتى سموا
( العماليق ) ، و منهم ( جالوت ) ، أو ( جليات ) الذى تقول الرواية الاسرائيلية انه اعجز بنى اسرائيل حتى رماه بالمقلاع ( دافيد ) بكعبة فمات ، وبموته انتصر بنو اسرائيل .
واثناء ما كان اليهود بالتية ارسل موسى يستطلع احوال بلاد كنعان فاتوه باخبار بعثت الرعب فيهم ، فلم يصدقوا موسى من انم الله سينصرهم كما نصرهم على فرعون ، وقالوا له : ياليتنا بقينا بمصر ، فتموت ميته طبيعية لا بحدج السيف .
العبرانيون :
تقول بعض الروايات : ان العبرانيين فرقة صغيرة فرت من وجه الغزو ( الكاسى ) الذى اجتاح بلاد ما بين النهرين بقيادة شخص يدعى ( عابر أو عبران ) نسبت اليه ، و اخرى ترى : ان الاسم اتى من عبور هذه الفرقة نهر الاردن ، أو الفرات ، و لكن ما يضعف هذه الرواية : ان حجد ابراهيم المباشر اسمة ( عابر بن شالح ) و يرى بعض المفسرين : ان قوله تعالى ( واذ قال ابراهيم لابية ازر اتتخذ اصناما الهة ) ، هو وصف لوالدة ( تارح ) ، اى الناصر و المعين ، و ازر من : الازر ، وصف لوالدة ( تارح ) ، اى الناصر و المعين ، وازر من : الازر ، و الوزر ، الخ ، و قصة خروجة عليه السلام من ( فدان ارام ) كانت كما فى القران الكريم بسبب انكارة على قومة عبادة الاصنام التى كان والدة يصنعها لما اتاه رشده اذ قال تعالى ( ولقد اتينا ابراهيم رشدة من قلب وكنا به عالمين ) .
وليبطل اعتقادهم بمنافعها : الحق الاذى بها ، و لكنهم ابوا الا المكابرة ، والسدر فى الغى فالقوا بالنار ، فجعلها – سبحانة – بردا وسلاما علية .
بعدها : ارتحل أو لا الى ( أو ر ) ، ثم مر بحاران ، ومنها اتجه الى فلسطين التى حل بها ، ومعه : زوجة سارة ، وابن اخية ( لوط ) ، وزوجته ، وفيها اقام فى ( شكيم ) ، و لكنه لم يطل المقام فيها بسبب الجدب ، فانتقل لمصر زمن ملوك الرعاة ( الهكسوس ) ، و بحسب رواية التوراة : انه ادعى ان سارة اخته ، حتى يتقى بطش الرعاة ، فطلبها الملك لنفسة ، غير انه راى فى المنام : ان لها بعلا فعدل واعطى ابراهيم اموالا طائلة ، و كانها تقول : بانه استغل جمال زوجته للحصول على المال ، و هذا بالطبع لا يصح ، فهو نبى لا يفعل ما يشين ، و منزه علما ان سارة كانت قد تعدت السبعين .
عاد ابراهيم لفلسطين ، و ذهب لوط الى ( سادوم ، و عاموره ) ، جهة البحر الميت ، و معهما من الامول الكثير ، ولان سارة ، كانت عاقرا زوجته جاريتها ( هاجر ) فولدت له : اسماعيل ، و لكن الله شاء ان تلد له سارة اسحاق وهى فى التسعين .
مات ابراهيم عن مئة و خمسة و سبعين عاما ، وقد دفنه بعد وفاته اسماعيل واسحاق بجانب زوجة سارة ب ( قرية اربع ) التى صارت تعرف بمدينة الخليل أو (حبرون ) ، وفى التوراة : ان إسماعيل مات بفلسطين ، بيد ان المؤرخين العرب يقولون : بمكة ، وانه قبر مع والدته بجوار الحرم ، و اسحاق عمر مئة و ثمانين سنة ، ودفن بالخليل .
انه رغم ما كان منن قيمة و نفوذ لابراهيم وأو لادة ،و احفادة ، فقد كانوا متعايشين مع الكنعانيين ، و بكنفهم ، ولم تدم اقامتهم بفلسطين مع اعوانهم ضمن السيادة الكنعانية سوى بضعة عقود ، وكان اخرهم ( يعقوب ) ، الذى تسمى باسرائيل ، و لكنه تؤكها بعد ما طمانة ابناؤة على ( يوسف ) لمصر ، وبمعيته : أو لاده و اتباعة ، ولم يكن عددهم يزيد على السبعين ، و برحيلة خلت فلسطين من العبرانين الى ان عادوا اليها بعد التية .
بنو اسرائيل :
امتداد للعبرانيين من جهة يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الخليل الذى انجب اثنى عشر ولدا تكونت منهم اسباطهم ، و الغريب :ان يعقوب بارك منهم – كما فى الكتاب المقدس – يهوذا بعد ان جمعهم حين حضرته الوفاة رغم حبة الشديد ليوسف ، و معاناته من فقده ، و الاعتراف بفضله بجمع شمل الاسرة ، و فك ما اصابها من ضيق العيش ، باركه
وقال : بانه سيكون سيد اخوته ، وان المسيح المنتظر سياتى من نسلة ، ومنه الملوك
انتسبوا ليعقوب باسمة البديل ( اسرائيل ) ، حيث اعتبر الصهاينة : ان كل يهودى لابد ان يكون : اسرائيليا ، لان اليهودية : عقيدته ، و الاسرائيلية : قوميته و السؤال : ايهود هذا الزمان متصلون بالعبرانيين ، و الاسرائيليين من الناحية العرقية؟!
جواب هذا السؤال حاضر ، ولا يحتاج لجهد حتى نستطيع اثبات نفى العرقية عن الدين ، وان حأو ل الحاخامات عنصرة اليهودية ، وعدم الدعوة اليها مما ادى الى قلة عدد اليهود ، فالمؤكد : انهم ليسوا من جنس واحد ، و ذلك للسببيين الاتيين :
- تيار الزمن ذوب العبرانيين و الاسرائيلين منذما يزيد على : الفى عام بحيث من المستحيل ان يوجد يهودى فى كل انحاء العالم من سلالتهما ، و ايضا : هذا ما جرى على القبائل العربية القديمة كالنعانين ( العرب البائدة ) ، و لكن الحال مختلف من عدة جوانب .
- العرب ظلوا بالمنطقة ، ولم يتفرقوا بسببى ، أو شتات .
- العروبة ليست عرقية مذ ارتقى بها الاسلام ، فامتصت واستوعبت ، ورحبت كل الاجناس بالعقيدة و القيم .
- غير المسلمين من العرب لم يحل اختلاف عقيدتهم دون ايمانهم بالاسلام حضارة ، و نظاما حياتيا .
- اليهود الحاليون غالبيتهم من ( الخزر ) الذين كانوا منتشرين ما بين روسيا و القوقاز ، حتى بحر قزوين ، و شبة جزيرة القرم ، اعتنقوا اليهودية رغبة من ملكهم فى ان يخلصهم من عبادة الأو ثان ، ومنهم اكثر الصهاينة ، و المهاجرين لاسرائيل ، يليهم فى العدد : اليهود الشرقيون ، وهم : اما من العرب ، واما من يهود شبة الجزيرة الايبيرية الذين طردهم الاسبان منها على اثر سقوط الحكم العربى بغرناطة ، و سكنوا شمال افريقيا ، و ( سالونيك ) بتركيا ، و اخيرا : اليهود الغربيون و هؤلاء : اليهود الأو روبيون .
- عليه نخلص الى انهم متهودون من اعراق و اجناس ، و بيئات
و بلدان مختلفة ، ومن ثقافات و حضارات لا صلة لها باليهودية ، و لكنهم اعتنقوها عقيدة ، و ضللهم الحاخامات فى الأو هام التاريخية ، و شحنهم الصهاينة بالغل ، و الحقد ، و التعصب ، فوقر فى نفوسهم و تفكيرهم : الكره ، و الكيد ، و التعالى ، و الانا ، و الابتزاز .
أ- ولادة موسى :
كانت – كما فى الكتاب المقدس – 2433 للخليقة و بالفترة التى تكاثر اثناءها الاسرائيليون بمصر ، فخاف فرعون من ان يؤثر هذا على مكانته و نفوذه ، فاضطهدهم ، و سخرهم للقيام بالاعمال الشاقة ، و اصدر امرا للقابلات بقتل كل مواليدهم الذكور ، حيث الهم الله ذويه بوضعة فى النيل ، فقدر سبحانة : ان تجده امراة فرعون التى حنت عليه ، فنال رعاية فى البلاط الفرعونى الذى نشاته و تربيته فيه دعت بعض العلماء الى التشكيك بيهوديته ، بانه كان مصريفا ، بل ان ( سيجموند فرويد ) ، وهو يهودى متعصب يرى : انه كان كاهنا مصريا من اتباع ( اخناتون ) الذى من ديانته الداعية لعبادة الشمس اشتقت الديانتان و النصرانية ، وهو بهذا فضلا على مخالفته لكل ما جاء فى الكتب السمأو ية ، وما اجمع عليه الدارسون يتعسف بتصويب الخطا ، و الاصرار عليه رغم ان موسى لم يكن بزمن هذا الفرعون ، و بلاغ الفتاتين لابيهما بحسن
صنيع الرجل المصرى معهما لعدم معرفتهما به ، فظنتا انه مصرى لقدومة من مصر
وقصة نجاه موسى من الموت وهو رضيع ، و حنو زوجة فرعون عليه ، و سبب خروجة من مصر ، وما جرى بعد ذلك من احداث ، وواجهة من صعوبات و مخاطر فى الصحراء وزواجه من( مدينية ) اختلفت الروايات حول صفة ابيها ، وما كان من اختلاف المفسرين عن عودته لمصر ، ومدة الاجل معروفة .
وتجنبا للاطالة يكفى ان نشير الى ان موسى امتثل لامر الله ، وعاد لمصر ، وحأو ل هداية فرعون ، ومن معه ، ورغم المعجزات ، واعتراف السحرة بعجزهم عن مثل ما فعلة موسى ، تمادى فرعون بالغى ، واخذته العزة بالاثم ، و امر بنى اسرائيل بالرحيل ، و لكنه عدل عن امره ، و لحق بهم ، و يقال : انه لحق بهم ليعيد حلى المصريات من اليهوديات اللاتى استعرنها .
و عند خليج السويس على ساحل البحر الاحمر ادركهم ، وقد دب الرعب فى قلوب الاسرائيلين حين شاهدوا جموع الجند المدججة بالاسلحة ، و لكن موسى طمانهم، و ضرب البحر بعصاه بامر الله ، فانفلق الى ان عبر الاسرائيليون ، ولما وصل فرعون وجنوده موضع عبورهم ، وهم فى اثرهم انطبق عليهم البحر ، ولم ينج منهم احد .
ب: التية : لم يلبث الاسرائيليون بالصحراء عقب اجتيازهم البحر الا قليلا حتى لاموه على اخراجهم من مصر ، و حرمانهم من دسمها ، فساق الله لهم الرياح تحمل ( المن و السلوى ) ، و امرهم موسى بعدم الادخار منهما ، لان ذلك من سوء الظن بالله ، فلم يمتثل قسم كبير منهم ، فعفن ما ادخروا ، و معروف ان الشمس خارقة بشبة جزيرة سيناء ، فشكوا لموسى ما يعانونه ، حيث لا مساكن ولا شجر يتفيأو ن به ، فطلب ربه الذى ظللهم بالغمام مدة تيههم التى دامت اربعين عاما ، ولما لم يجدوا ماء لشربهم ، وسقيا دوابهم ، ضرب عصاه فانبجست اثتنا عشرة عينا حسب عدد قبائل بنى اسرائيل .
قال جلت قدرته ( واذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الارض من بقلها و قتائها و فومها و عدسها و بصلها قال اتستبدلون الذى هو ادنى بالذى هو خير اهبطوا مصرا فان لكم ماسالتم ) . هذا و يبدو ان عدم الاستجابة لطلبهم مصدره : حثهم على منازلة اعدائهم ، وحتى يجنبهم التقاعس ، و لكن ذلك لم يجد معهم .
كان معظم الاسرائيلين قد تاثروا بما كان عليه فرعون و قومه ، فقلدوهم شان ولع الضعيف تقليد القوى ، ورغم ما لقوة منهم من : احتقار ، و تعذيب و سخره ، وما ظهر من معجزات قام بها موسى بامر الله ، و تحريرهم من العبودية ، و توفيرة الماء و الزاد ، و الظلال ، و ما تكبدة من السخرية و المشاق لانقاذهم ، و تذكيرهم ، و وعظهم : ان كل ماحدث بارادته سبحانه المنزه الذى لا شريك له طلبوا منه : ان يصنعوا الها يعبدونه ، ولم يفد فيهم تسفيه و تجهيل موسى ، فانتهزوا تجأو زه المدة التى حددها لهم ، وهى : ثلاثون يوما مع مسافة الطريق الى جبل ( حورب ) حيث الميقات مع ربة ، و نزول الوصايا العشر عليه فى الواح مكتوبة ( التوراه ) ، وكان قد استخلف هارون عليهم . انتهزوا تجأو زة لها بعشرة ايام امره الله سيامها : لعبدو عجلا صنعه من الذهب الذى سرقته الايرائيليات من نساء مصر شخص يدعى ( السامرى ) بعد اذابته ، وكان عارفا بعلم ( الحيل ) ، فجعل له خوارا ، وقال : انه الهكم واله موسى ، ولم ينجح هارون فى ثنيهم عن عبادته ، وقد رجع موسى بعدما عرف من الله ما جرى لقومة ، وهو بقمة الغضب مما فعلوه ، وكان قبل رجوعة قد توسل لله بان يغفر لهم ، و كسر لوحى الوصايا ، و حطم العجل ، و قال ( الهكم الله الذى لا اله الا هو ).
وعند الاقتراب من فلسطين امر الله موسى بدخولها ، و لكن قومة خذلوة و عصوه ، و دخل قلوبهم الرعب مما سمعوه من قوة وبطش الكنعانيين ، لانهم اعتادوا على الذل و الهوان ، و الخوف بمصر ، فعاقبهم الله بالتية الذى دام اربعين عاما ، قال علا شانه L قالوا يا موسى انا لن ندخلها ابدا ما داموا فيها فاذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون – قال رب انى لا املك الا نفسى واخى فافرق بيننا و بين القوم الفاسقين – قال فانها محرمة عليهم اربعين سنة يتيهون فى الارض فلا تاس على القوم الفاسقين )
لم يشا الله ان يدخل موسى و هارون ارض الميعاد ، فقد مات هرون قبل موسى ، ودفن بسيناء ، وبعده ادركت الوفاة موسى عليه
السلام ، و قبل وفاته نظر لفلسطين من اتلجبل الذى قبر فيه ، وتقول التوراه : حين امره الله بالعودة لمصر كان فى الثمانين ، و حين مات كان قد تعدى عشرين سنة بعد المئة .
ج- الهجوم على فلسطين :
قبل وفاه موسى احصى بنى اسرائيل من العشرين فما فوق فلم يجد حيا ممن خرجو ا معه من مصر سوى ( يشوع أو اليشاع بن نون ) و ( كالب ) ، و هذا معناه : انه سبحانه قد اهلك المحاربين الذى عصوه اثناء التية ، و قالوا له ( انا هاهنا قاعدون ) ، وحرم عليهم دخول ارض كنعان تحريما ابديا .
تولى قيادة الاسرائيليين بعد موسى : يشوع بن نون الذى تمكن من دخول فلسطين التى التف عليها من جهة شرقى الاردن ، و كانت أو ل مدينة دخلوها ( اريحا ) ، وقد خالفوا ما امرهم به الله : ان يدخلوها ساجدين ، و بشهادة التوراة : ارتكبوا فيها ابشع ما يرتكبة بشر .
الاسرائيليون بفلسطين
لم تكن عرفت بهذا الاسم ، وكانت تعرف بارض كنعان ، لان الكنعانيين هم الذين عمروها ، وكان قد مضى على سكنها منهم ، ومن غيرهم من الاجناس عشرون قرنا ، وكانوا امنين متاخرين ، يجمعهم العيش المشترك ، و المصالح ، و التعأو ن المتبادل ، و كان ما يجب على الاسرائيليين ، كما شاء الله ، وتبلغ به موسى ، و القلة التى امنت بما انزل عليه : طاعة الله ، و الاقتداء بنبية ، و الدعوة لعقيدتهم ، و التخلق بلاخلاق الحميدة ، وان يكونوا قدوة تحيل الوثنيين الى عباد لرب العالمين ، و لكنهم فجروا و استبدوا ، و ارتكبوا المعاصى ، و ترفعوا ، و قتلوا و تامروا مما عرضهم للشتاتات ، و الصراعات مع السكان الاصليين ، وبغض الامم ، و التقوقع و الانغلاق .
بعد النصر الذى حققوة و زعهم ابن نون حسب اسباطهم الاثنى عشر ، وقد أو صاهم باتباع شريعة موسى ، و كان قبل وفاته قد طعن بالسن ، فأو كل حكمهم لقضاه حأو لوا هدايتهم للفضيلة ، و تقدير نعمة ، غير انهم ما لبثوا حتى عادوا للشرور باشد مما كانوا عليه ، و كفروا بنعمة ، و اسلموا انفسهم لعبادة الأو ثان ، فغلبتهم الامم الاخرى الى ان بدا عهد الملوك كان أو لهم ( شأو ل ) ، و بعده جاء ( دأو د ) عليه السلام ، و كان ملكا و نبيا ، ول أو ل مرة يتوحد الاسرائيليون تحت حكمة ، و تثبيت سلطتهم بعدما كانوا فى العهود السابقة عرضة لغزوات جيرانهم ، و كانت أو ضاعهم غير مستقرة ، وفى اكثر الاحيان مغلوبين ، و بعهده : تم الاستيلاء على قلعة ( أو رشليم ).
خلفة ابنه ( سليمان ) عليه السلام الذى اعطاه الله ملكا واسعا ، و خصة : بالذكاء الفائق ، و الحكمة ، و علمة منطق الطير ، و اصوات الحيوانات ، و سخر له الرياح و الجن ، و قرب البعيد .
بوفاه سليمان انقسمت مملكة اسرائيل الى مملكتين : مملكة يهوذا برئاسة ابن سليمان ( راجيعام ) ، وتتكون من سبطى : يهوذا ، و بنيامين ، و كانت عاصمتها : أو رشليم ، و عشرة اسباط تكونت منهم : مملكة اسرائيل بالشمال ، و عاصمتها كانت ( السامرة ) ، وقد تعادت المملكتان ، وظلت سيادتهما مهزوزة بالاختراقات و الهزائم و الصراعات ، وارتدتا لعبادة الاصنام ، ومنها : عجلان من الذهب .
الشتاتات :
لم يستقر الاسرائيليون ، وأو يتوحدوا ، ويسود لهم نفوذ ، و يامنوا على انفسهم ، ولا يسأو رهم القلق طوال تاريخهم بفلسطين الا فى عهدى :دأو د و سليمان عليهما السلام ، لانهم جاحدون يتمادون فى الاغواء ، ولا يسلكون سبل الرشاد ، و اغتروا بالدنيا دون الاخرة ، فسلط الله بعضهم على بعض بالصراع بين مملكتيهما ، وما ان اسقطت مملكة اسرائيل مملكة يهوذا حتى حرصروا و سبوا .
غزاهم الاشوريون بعهد ( شلمنصر الثالث ) الذى الحق بهم هزيمة نكراء ، وقام خليفته ( سرجون الثانى ) بضم مملكة اسرائيل سنة 720م ، و كاد يفنى كل اليهود بفلسطين ، و بمجىء البابليين الذين حلوا محل الاشوريين سبا ملكهم ( يبوكد نصر ) ، بقاياهم ، و شتتهم فى انحاء مملكته ، و ذلك بعد تدميرة ( هيكل سليمان ) فصارت بهذا فلسطين كلها تابعة لبابل .
وكان من ضمن السبايا : حاخامات بيت دأو د الذين كانوا يجلسون على شاطئ الفرات يبكون و يتذاكرون ملكا لهم فى أو رشليم ، حيث يرى كثير من الباحثين : ان هاجس العودة ، و بكاء اليهود عند ( البراق ) الذى يسمونه ( حائط المبكى ) ، و يزعمون : انه بقايا الهيكل ، و بذور الصهيونية تعود لهم ، وقد اعاد كثرة منهم لفلسطين الملك الفارسى ( كورش) الذى تغلب على البابليين .
وفى العهد الرومانى احتل ( تيتوس ) أو رشليم ، وهدم الهيكل ، و قتل كل من قدر على قتله من اليهود ، و استمر هذا من 66-70 م ، ومن تبقى منهم على قيد الحياة تشتتوا فى انحاء المعمورة ، وانهى التاريخ اليهودى بفلسطين الحاكم الرومانى ( هادريان ) سنة 130م .
القدس و هيكل سليمان:
أو ( بيت المقدس ) مدينة تقع بوسط فلسطين فوق احد تلال ( جبل المكبر ) وهي مقدسة مكرمة عندأصحاب الديانات السماوية الثلاث : الإسلامية و النصراني واليهودية لاشتراكهم بما فيها من الاماكن المقدسة : فالمسلمون مصدر قداستها عندهم كونها : قبلتهم الأو لى ، ولانها : تحتضن ( المسجد الاقصى ) الذى اسرى الله برسوله ، و عبده محمد صلى الله عليه و سلم ليلا من المسجد الحرام ، ومنه عرج به للسماء ، وهو ثالث الحرمين ، واجر الصلاة فيه تاتى بعد اجرها بالبيت العتيق ، و المسجد النبوى الشريف .
وفيها : ( قبة الصخرة ) التى لا يبدو ان هدف الخليفة الاموى ( عبد الملك بن مروان) براى جمهورة من المؤرخين من بنيانها : ان يحج اليها المسلمون بدلا من مكة المكرمة التى كانت بيد اعدائة ( الزبيريين ) ، لانه كان مسلما ورعا ، و عالما بالشريعة ، وحافظا لكتابة الكريم ، زوخليفة خدم الاسلام و المسلمين ، وامتاز بالقوة و التعقل ، وكان واحدا من اهم الخلفاء عبر التاريخ الاسلامى ، بحيث لا يمكن مهما بلغت الامور ان يفكر بمثل هذا العمل .
ويجلها المسيحيون ، لوجود (كنيسة القيامة ) فيها التى اقاموها فى
اعتقادهم : بموضع ( القبر المقدس ) الكائن بجبل ( جلجلنه ) الذى صلب فيه السيد المسيح عليه السلام ، و بعض الكنائس و الاديرة لمختلف طوائفهم فى المواضع التى يظنون : ان المسيح مر ، أو اقام ، أو صلى فيها .
و اليهود يزعمون : ان الحائط الغربى للمسجد الاقصى الذى ربط به النبى محمد دابته ( البراق) جزء من هيكل سليمان ، و يسمونه ( حائط المبكى ) و عنده يتباكون على هيكل سليمان ، وانها المذكورة بسفر التكوين باسم ( شليم ) ، و عاصمة دأو د ، و ملك سليمان ، ومملكة يهوذا ، و مدينة الكثيرين من انبيائهم .
لقد اسس القدس ( اليبوسيون ) قبل الميلاد بالفى عام ، فحملت اسم ( يبوس ) ، وهم : فرع من الكنعانيين ، ولا نعرف سببا لتسميتها ب ( أو رشليم ) سوى مأو رد عنها بسفر التكوين قبل ان ينتزعها الاسرائيليون من اليبوسيين ، وان تكتسب عندهم : قداسة و مكانه بالهيكل ، و كعاصمة لممالكهم ، واننا اذ لا نقطع بصحة جذر أو رشليم العربى ( بيت سليم ، أو سالم ) لعدم امتلاكنا اثبات ذلك ، فالمؤكد ان الذى اسسها : العرب ، فضلا على ان القدس الحالية ، ليست ( شليم ، أو أو رشليم ) ، اذ ثبت بالوثائق ، ومن خلال المصادر : الاصلية ، وما امعت عليه الدراسات التاريخية : ان قدس هيكل سليمان ، أو يبوس : تعرضت لتدمير الاشوريين الذين كذلك حطموا الهيكل تحطيما تاما ، وقام بعدهم
بتدميرها ، واحراق الهيكل البابليون .
وبافتراض ، ان الهيكل ظلت له بقايا ، وهذا افتراض بعيد جدا ، و نسبة احتمال وجوده اقل من عشر العشرة بالمئة ، بحيث بذلك يكون قد انتهى تاريخ اليهود بفلسطين ، فقد كان ما قام به ( تيتوس ) كافيا لافراغ فلسطين منهم بعد ان اعمل برقابهم السيوف حتى لظن : انه ان بقى احياء منهم ، قد تفرقوا فى مشارق الدنيا ومغاربها ، وقد احال الهيكل عقب تفتيتة الى ذرات ، و لكنهم ، وكان الله اراد : ان يذلوا طوال تاريخهم جزاء اثامهم ، قاموا بمحأو لة انتحارية لاعادة بناء الهيكل فكانت القاضية التى لم تقم لهم بعدها قائمة ، أو يظهر اى نشاط حتى الاحتلال البريطانى لفلسطين .
لقد سوى عام 130م ، الحاكم الرومانى على فلسطين ( هادريان ) مدينة القدس بالارض ، واقام بجانبها : مدينة اخرى دعاها ( ايلياء ) ، وجعلها مزارا وثنيا غير ان اعتناق الامبرطور ( قسطنطين ) للنصرانية اعادها لاسمها القديم ، و بعهده : شيدت كنيسة القيامة ، و لكنها ظلت تحمل الى جانبه الاسم الجديد وبعهدة عمر امير المؤمنين ، رضى الله عنه :
ورد اسم : ايليا بعد استلامها من بطريركها .
ومما يزيد باندثار قدس الهيكل : ان الحفريات و التقيبات بهدف العثور على الهيكل حول المسجد الاقصى اثناء الحكم البريطانى ، وعلى امتداد سنوات عمر الكيان الصهيونى جميعها باءت بالفشل الذريع .
عليه يتبين من هذا العرض بطلان وعدهم بارض كنعان ، وادعاء الحق التاريخى بفلسطين ، و لعل فيما سياتى من نقاط ما يضيف جديدا .
أو لا : الشريعة اليهودية التى يتدأو لها اليهود لا تمت لشريعة موسى بصلة لانها .
أ- كتبت بعد وفاته لتوافق طباعهم و اطماعهم بدليل .
1- اختلاف اساليبها ، ووضوح التباين ، و التناقض فيها .
2- حقولها بالسفة و الاسفاف و البذاءات .
3- دعوتها للقتل و الغدر ، و الغش ، و المراباه .
ثانيا : اليهود انفسهم اختلفوا حول قدسية الهيكل ، بل ان احد ملوكهم : استباح الهيكل .
ثالثا : غاية ما فعلة ابراهيم عليه السلام اثناء ما كان بفلسطين انه : اشترى قبرا باسفل جبل صهيون ، أو الصون ، لا تعرف بالتحديد موقعة .
رابعا : الوعد كان لنسل ابراهيم ، و اسماعيل جد العرب .
خامسا : عندما بعث السيد المسيح سالة بعض اليهود عن وعد ابراهيم فاجابهم . . الموعودون ابناء ابراهيم بالروح ، فكل من امن بدينة من ابنائة سواء من اليهود ، أو غيرهم .
سادسا : الامر بدخول الارض المقدسة الغرض منه : مساكنه اهلها ، و مشاركتهم بالعيش .
سابعا : خالف اليهود أو امر الله على لسان موسى ، ومن جاء بعده من الانبياء .
ثامنا : ارتدوا معظم فترات تاريخهم بمصر ، و التية ، و فلسطين ، فعبدوا الاصنام
تاسعا : الوعد تحقق بذريه ابراهيم قبل الاسلام بالقبائل العربية ، و بعدة : بالعرب المسلمين الذين سادوا بكتاب الله ، وحكموا بالعدل ، ولم يميزوا احدا منهم على غيرة من المسلمين الا بالتقوى ، و العمل ، و الكفاءه .
عاشرا : اعتراف الاسلام بموسى نبيا ورسولا و بالتوراه كتابا منزلا ، و باليهودية عقيدة سمأو ية لا يعنى : اقرارة بالتوراه المحرفة ، وما يقومون به من اعمال لا ترضى الله ، و سلوكيات غير شريفة ، ومنافية للحياء فقدمهم على الذين كفروا – سبحانة – بالعدأو ة : فكفرهم وحاربهم ، وقد اخرجهم صلى الله عليه و سلم سمن شبة جزيرة العرب حتى لا تتدنس بهم ، ويسلم الناس من شرورهم .
الحادى عشر : الاسلام جب ما قبله ، وقد قال تعالى : ( ان الدين عند الله الاسلام ) ( ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الاخرة من الخاسرين ) و اليهود خسروا الدين بالكفر ، و الاصرار على الباطل و المكابرة ، و الافتراء ، و خسروا الدنيا بتضليل الناس وغشهم ، و اغتصاب الممتلكات ، وادعاء التفوق ، فكرهوا ، وشردوا ، ووصموا بالذل ، و لعنوا .
أما الحق التاريخى نراه ينتفى للأسباب التالية :
1. ذوبان العبرانيين و الاسرائيليين فى تيار الزمن .
2. الشرائع كلها تقرر : ان الارض غير المملوكة لمن يعمرها ، و فلسطين عمرها من الاف السنين الكنعانيون العرب الذين مضى على وجودهم بفلسطين قبل قيام مملكتى : يهوذا ، و اسرائيل الفا عام ، وظلوا يمثلون الاكثرية ، ولم يؤثر فيهم سبى ، أو شتات ، وبينهم من تنصر ، ولم يتهود منهم سوى نسبة قليلة جدا ، و بالفتح الاسلامى دخل معظمهم بالاسلام ، وهذا معناه :ان الوجود العربى بفلسطين لم ينقطع قط ، منذ اربعة الاف سنة .
3. مجمل حكم اليهود لفلسطين لم يتعد : مئتين و خمسين عاما ، من مجموع تاريخها البالغ اربعة الاف سنة منها : بضعة عقود اشورية ، و بابلية ، و اربعمائة سنة رومانية ، و مئتان : صليبية ، و البقية تحت السيادة العربية .
4. قيام دولة اسرائيل اختراق لنصوص القانون الدولى ، و شرعة الانسان، ومخالف لحقوقه ، لانه اذا مضى على امة بارض ثلاثمائة عام لا يجوز اجلاؤها لو لم تكن صاحبتها الاصلية ، و العرب الفلسطينون هم الذين عمروا فلسطين ، واصحابها الاصليون .
5. افتقارهم للسند السياسى طوال ثلاثة الاف سنة
و هكذا يتاكد انه لا حق لليهود بفلسطين من النواحى : الشرعية و القانونية و التاريخية ، و الانسانية ، حيث انتفى السند الروحى بالوعد لمقأو متهم الشرائع ، وزرع الفتن ، و عصيان الله ، وصار بذرية ابراهيم من ولده : اسماعيل ، وكل المؤمنين بالله ، و القانونى لثبوتادانتهم بالاغتصاب ، و القتل و التشريد ، و الحق التاريخى واضح فيه : الافتعال و التزوير .
ومن الملاحظ : ان شعور اليهود بالنقص الناتج عن : افعالهم المشينة طوال تاريخهم التى عرضتهم : للغربة ، و السبى ، و بغض الامم التى ييشون بينها ، ادى الى : احباطهم ، و طلب تعويضة بالاسقاط على الاخرين ، و تسبب بردات فعل مشحونه بحقد ليس له مثيل .
الأحد، 28 يونيو 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق